أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر
أخر الأخبار

مساهمة: صخري يلبس عباءة علي بن حاج ويتطاول على مؤسسات الدولة

بقلم: زكرياء حبيبي

Ads

بمجرّد أن يُصدر القيادي السابق في حزب جيل جديد، المدعو سفيان صخري، وجماعته، تحذيرا من “خطر المواجهة بين الشعب وجيشه وخطر المساس بالوحدة الوطنية، وفتح الأبواب والمنافذ لكل الاحتمالات والمآلات التي تهدد كيان الدولة.”، يتّضح أن صخري ليس بصدد توجيه النصح إلى الجيش الجزائري، بقدر ما هو يوجه تهديدا ضمنيا بأن الجيش سيدخل في مواجهة مع الشعب الجزائري.

هذا التصريح الخطير الذي أطلقه سفيان صخري، يذكرّني بتهديدات الشيخ علي بن حاج وعباسي مدني رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلّة، التي أطلقاها عندما دعوا إلى العصيان المدني سنة 1991، إذ قالوها بصريح العبارة: “إذا تحرّك الجيش، فسنُحرّك الشعب”، فالعبارة نفسها يكاد يرددها سفيان صخري اليوم، مع اختلاف جوهري في الظروف والملابسات.

فبيادق مؤامرة “الربيع العربي”، عوّدونا دائما على التحامل على مؤسسة الجيش، ليس في الجزائر فحسب، بل في تونس وليبيا ومصر وسوريا… لأن الاستراتيجية التي انخرطوا في تنفيذها، تدفعهم بقوة إلى التطاول على رموز القوة في البلدان المستهدفة، فالجزائر وكما يعلم القاصي والداني ما كان لها أن تخرج من دائرة العنف الدموي، لولا تضحيات الجيش الوطني الشعبي، وباقي الرجال الأحرار الذين دافعوا عن البلاد وقدموا أرواحهم فداء لها، واليوم نرى أن سوريا قد بدأت تستعيد عافيتها بفضل تضحيات الجيش العربي السوري، وهي التي شُنّت عليها أكبر حرب كونية شاركت فيها قوى الشر من شتى أنحاء العالم، فلو أن سوريا لا قدّر الله، لم تكن تملك جيشا عقائديا، فلنا أن نتصوّر ما الذي كانت ستؤول إليه اليوم، والأمر نفسه ينطبق على مصر التي بفضل جيشها استطاعت أن تُحبط مؤامرة الإخوان المسلمين، وتحافظ على وحدتها، أمّا عندنا في الجزائر، فلا أحد ينكر –إلا من هم منخرطون في المؤامرة وقبضوا الثمن- أنه منذ الانطلاق في تنفيذ مؤامرة الربيع العربي، وجهات عربية عدّة تُهدّدنا بأنه سيطرق أبواب الجزائر.

لكن بفضل وعي الشعب الجزائري، تمّ إحباط كل محاولات اختراق البلاد وتركيعها، وإدخالها إلى زريبة الربيع العربي، وجراء انسداد الأبواب في وجه كل المحاولات الحاقدة، تمّ نشر الفوضى في غالبية الدول المجاورة للجزائر، كـ ليبيا وتونس ومالي، بل ووصل الأمر إلى حد تحالف الصهاينة والقصر الملكي المغربي، وفي الوقت نفسه، تمّ تحريك البيادق لتسخين بعض الجهات على أساس جهوي مقيت، لإحداث تفجير من الداخل، خاصة وأن الجيش الجزائري نجح في سدّ كل المنافذ في وجه الجماعات الإرهابية في بلدان الجوار، فكان أن تمّ الرهان على منطقة القبائل، لكن الرهان فشل.

وهذا برأيي لخلط الأوراق ومحاولة تدويل الأزمة المفتعلة، إلا أن الجيش الجزائري أحسن اللعب في مواجهة كل المخططات وفوّت الفرصة أمام كل من يهدف إلى نقل الاحتجاج إلى مستوى الأزمة الدولية، ومن هنا نعود إلى تصريحات صخري، الذي كانت له صداقات عديدة مع جزائريين تلقوا تدريبات لإشعال نار الفتنة على يد عديد المنظمات الأجنبية التي كان لها دورا مهما في أحداث الربيع العبري كمنظمة “أوتبور” الخبيثة، فهل يُعقل أن ينطق صخري بما نطق به لولا أنه يريد فعلا إشعال نار الفتنة والزج بالجيش الجزائري فيها، ألم يكن بمقدوره أن يتحامل على السلطة السياسية فقط، دونما إقحام للجيش؟ أم أن الهدف الرئيسي له ولأمثاله هو العمل على الإيقاع بين الجيش والشعب لا غير؟ مثل ما هو الحال مع الصحفي سعد بوعقبة والذي أصبح كثير التنقلات إلى عاصمة الضباب لندن حتى ينفث سمومه من على منبر قناة “المغاربية” المملوكة لنجل عباسي مدني.!!

إن الرهان على إقحام الجيش في أمور مشبوهة لن يكتب له النجاح على الإطلاق، لأن الجيش الجزائري هو جيش عقائدي وسليل لجيش التحرير الوطني، ودفع التضحيات ولا يزال لحماية الشعب ووحدة الجزائر وسيادتها واستقلالها، ولا أظن إلا أن الشعب والجيش سيثوران يوما على البيادق الذين يحاولون جرّ البلاد إلى مستنقعات الفوضى خدمة لأسيادهم الذين هم بكل تأكيد من غير الجزائريين.

إنّني اليوم، أرفض أن يتطاول أي كان، ولو كان القزم “سفيان صخري” على الجيش الجزائري، لأنني أعلم علم اليقين، أن جيشنا هو الضامن الوحيد لسلامتنا، ولنا في النّموذج العراقي والسوري والمصري خير مثال، فالجيش الجزائري الذي يتطاول عليه البعض اليوم، هو من أحبط مُؤامرة تفتيت الجزائر في العشرية الحمراء، وهو الذي يتحمل عبء حماية حُدُودنا مع ليبيا وتونس ومالي والمغرب… وهو الذي هزم القاعدة وأسيادها، وألحق بهم شرّ هزيمة في موقعة “تيقنتورين”، ولا يزال يُؤمن سلامة الجزائريين وجيرانهم.

خاتمة القول، أنه ما كنت لأكتب هذا المقال، لولا أنّ الذي انخرط في المُؤامرة على الجيش الجزائري، مع جماعة القزم سفيان صخري، يُصنّفه بعض الجهلة بأنه من أحسن كُتّاب الأعمدة في الصحافة الجزائرية، لكنّني أعلم علم اليقين، بأنه يميل لمن يُعطي أكثر، وهنا أتحدى سعد بوعقبة الذي أكل من كل صحون السلطة، أن يكشف للرّأي العام، أين يسكن في الجزائر العاصمة.

ختام القول، هو أن مبلغ المليار دولار المغربي والذي بعثره المخزن لشراء ذمم الخونة والعملاء والنفوس الضعيفة، بدأ يأتي مفعوله في الجزائر، ما يتطلّب منّا جميعا أن نقف وقفة جزائرية ثورية في وجه كلّ الخونة والمُرتزقة والعُملاء ممّن يُريدون بيع الجزائر بثمن بخس، ودراهم معدودة.

*قوى الشرّ لن تقبل إلا بـ”رحيل الدولة الجزائرية

بدأت مؤشرات الدعوة لـ”رحيل” الدولة الجزائرية، تبرز للعلن، مباشرة بعد استكمال مسار البناء المؤسساتي وتعزيز الديمقراطية التشاركية، وفق ما تعهد به رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في برنامجه الانتخابي وتلبية لمطالب الحراك الشعبي الأصيل الرامية إلى التغيير الديمقراطي.

الجزائر اليوم ماضية تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في مسار التغيير الديمقراطي السلس، الرامي إلى تعزيز دولة الحق والقانون، بالإضافة إلى حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وحرية الصحافة، محاربة الفساد وعصرنة الإدارة والوظيفة العمومية…، إلا أن رؤوس الفتنة في البلاد والتي لا تتحرك إلا بمهماز، أطلقت أصواتها النشاز، مشككة في مسار الجزائر على عهد تبون، وبصراحة كنّا ننتظر مثل هذه الرُّدود، لأنه منذ بداية ما سُمّي بـ “الحراك الشعبي”، عملت جهات في الداخل والخارج على التشكيك في كل شيء ومحاولة توريط مؤسسة الجيش وإقحامها في الصراع السياسي، وهو الأمر الذي لم يتحقق لها، ولن يتحقق، فمؤسسة الجيش الوطني الشعبي، ظلت ولسنوات ملتزمة بمهامها الدستورية، ورفضت كل الدعوات التي كانت تصدر من أقطاب “ديمقراطية الدّبابة” للتدخل في الشأن السياسي، وموقف المؤسسة العسكرية، كان ينبع عن قناعات وفهم دقيق لما يُخطط له أعداء الجزائر في الداخل والخارج، فالمؤسسة رفضت وترفض اليوم أن تنقلب على الشرعية الدستورية.

رؤوس الفتنة يعملون على الاستيلاء على الدولة الجزائرية، ولو أدى ذلك إلى إحراقها وتدميرها، بل وحتى تقسيمها، وهنا يتوجب أن نشير إلى أن الرئيس تبون، وبرغم الظروف الصعبة التي رافقت السنتين الأولى من اعتلاءه سدّة الحكم، نجح في تعرية رؤوس الفتنة والإرهاب، وإخراجهم من جحورهم، وأن هدفهم الخبيث وغير المُعلن هو “رحيل الدولة الجزائرية”.

ختاما أقول إن الطريق الآمن يتجسد في خارطة الشرعية الدستورية التي ساندها الشعب الجزائري يوم 12 ديسمبر 2019، بانتخابه السيد عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية، لأن كل المؤشرات تؤكد أن بعض مُحرّكي الحراك يشتغلون لصالح أجندات خارجية، همها الأول والأخير تدمير الجزائر، وتقسيمها، والنيل من مؤسستها العسكرية ومؤسساتها الأمنية التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على استقرار الجزائر، خلال العشرية الحمراء، ومنذ بدء تنفيذ مؤامرة الربيع العربي في سنة 2011، وليعلم الجميع، أن الترويج لادعاءات واتهامات خطيرة، من قبيل القزم سفيان صخري والتي يقول فيها أيضا، أن “ممارسة الحكم بنظام “الواجهة السياسية” أثبت مرة أخرى فشله في تسوية أزمة الشرعية وبناء جبهة داخلية قوية وإرساء الحوكمة الراشدة وتفعيل سياسة خارجية مؤثرة”. و”أن منظومة “الجزائر الجديدة” هي محطة أخرى في مسار تهالك مؤسسات الدولة”. الغرض منه فتح أبواب الجزائر على المجهول، بخاصة أن مُحرّكي هذا الحراك جُلّهم مبني للمجهول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى