الجزائرالرئيسيةسلايدر
أخر الأخبار

رئيس مجلس الأمة يوقّع بالسجل الذهبي لجامع الجزائر

Ads

على هامش إلقائه محاضرة بجامع الجزائر، بالمحمدية (ولاية الجزائر)، بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة وعشية إحياء الذكرى الـ 79 لمجازر 08 ماي 1945.. وقّع السيد المجاهد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، اليوم الثلاثاء 07 مايو 2024، على السجّل الذهبي لجامع الجزائر، وفيه كتب:

“أخطّ هذه الكلمات في السجل الذهبي لجامع الجزائر، فيسبق قلبي قلمي من غبطتي واعتزازي بهذا المعلم الحضاري العظيم، وبجمال هذا الصرح الديني والعلمي الغالي ورونقه وبديع صنعه.. فأستحضر ألمي الذي رافقني وإخواني من الشهداء والمجاهدين إبّان الحقبة الاستعمارية، في مجابهة المخططات الخبيثة الدنيئة التي سعى الاستعمار الاستيطاني من خلالها إلى تدمير عقول الجزائريين وسحق هويتهم الوطنية وتزييف تراثهم الفكري وتعويض مرجعيتهم الدينية الأصيلة بما دونها وأسفل منها، ومحو انتمائهم العريق للأمة الجزائرية التي صنع أبناءها أمجادا جليلة في تاريخ أمتنا..

أن أكون محاضراً في هذا الصّرح الديني السّامق، في جزائر الشهداء، في الجزائر النوفمبرية، في الجزائر الجديدة، وبالمحمدية، لهُو شرفٌ عظيمٌ وأيُّما شرف، ولهي حظوةٌ مكنتموني إيّاها ورفعتموني إليها، وفيها أُجزي إلى أخي الكريم وزير الدولة، عميد جامع الجزائر، فضيلة الشيخ الجليل محمد المأمون القاسمي الحسني، أدام الله فيوضاته، أجزي له فائق تقديري وامتناني، وعبره أشياخ وطاقم الجامع الموقّرين على أن أولَوني هذه المكانة وهاته المنزلة.. وأشكرهم كثيراً على ذلك.. وأهنّئهم على توفيقهم في اختيارهم لتوقيت وموضوع المحاضرة.. والاعتزاز يزداد عظمة ما تزامن والذكرى الرابعة لإقرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الثامن من مايو يوماً وطنياً للذاكرة، وفيه يتم تخليد الأرواح الزكيّة لشهدائنا الأماجد، وشهدائنا ممّن اصطفوا ذات 08 من ماي 1945 ولم تكن ضالتهم سوى التحرّر من نير استعمارٍ استيطانيٍّ مقيت لا يأتي على شيء إلاّ ويجعله كالرميم..

لقد سعِدتُ جداً للتواجد في حضرة هذا الجمع الكريم وبتواجد وجوه من آفاق متنوعة من شخصيات سياسية وأئمة أجلّاء نورانيين ومعشر المثقّفين وأبنائي طلبة العلم والعُلا، الذين خصّهم المولى تبارك وتعالى بمنزلة رفيعة، حين قال في مُحكَم الكتاب: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، دون أن أغفل عن الحضور المقدّر لمنتسبي الأسرة الاعلامية الذين احتفوا منذ أيام قلائل باليوم العالمي لحرية الصحافة، وأهنئهم مجددا بذلك، وأنا في حضرتكم جميعاً جهدتُ من أجل مشاركتكم ومقاسمتكم محطات ومنعطفات بارزة من تاريخنا التليد العريق عراقة هذا البلد الحبيب، فضلاً عن استذكار تضحيات وبطولات شهدائنا ومجاهدينا، وتضحيات شعب هُمام جسور لا يقبل المساومة ضد كل ما يمسّ ثوابت الأمة ومقدساتها، يضطرم شوقاً إلى العيش في كنف الاستقلال والحرية، لا يرضى المهانة والذلّ ولا يهاب قولة الحق والمواجهة..

ومثلما كان الدين والعلم توأمان لا غنى لأحدهما عن الآخر، كان الدّين والجهاد في سبيل الوطن أيضاً توأمان لا غنى لأحدهما عن الآخر، أين قام الشعب الجزائري المالكُ الإرادةِ قويّها قومته ولم يقعد حتى اجتثّ جذور الاستدمار البغيض من الجزائر، إذ قيّض المولى عزّ وجلّ للجزائر رجالاً ونساءً، ذوو تركيبة جينية ثائرة، وألمعية تكوينية ومنهجية نادرة يجود بها التاريخ الثوري التحرري الجزائري، أحدثت زلازل ثورية مدوّية، تلتها ارتدادات بلغ مداها وسُمع صداها في مشارق الأرض ومغاربها، تكلّلت بنصرٍ مؤزّرٍ مبين..

وفي الختام، وإذ أهنئ الشعب الجزائري قاطبةً، وأهنّئ نفسي بهذا السّراج الوهّاج، والمنارة الدينية المميزة، وأحمد الله حمداً كثيراً أن مدّ في عمري ومكّنني كمجاهد أن أشهد هذا المنبر الطاّلع الذي حُرمنا منه وحُرمنا من كل شيء طوال ما يربو عن قرن وربع قرن من جرّاء استعمار بغيض.. فلا يفوتني أن أتوجه إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مجدداً بأصدق عبارات الشكر ومشاعر التقدير نظير مساعيه الدؤوبة وما يوليه من بالغ حرص ومتابعة وكريم رعاية وعناية لملف الذاكرة، وتترجم ذلك واقعاً في القرارات العديدة التي اتخذها في هذا الشأن، وما أحدثته من انبساط معنوي لدى الجزائريات والجزائريين، وسيحفظ له التاريخ والأجيال ما تعاقبت صنيعه وبرّه..

الله أكبر فتح ربي ونصر… على من طغى وتجبّر…

عاشت الجزائر حرّة سامقةً أبيّة…

والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار”…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى