اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

ويكيليكس يفضح نشاطات القرصنة ونشر الفيروسات من طرف الـ “CIA”

Ads

عبد القادر زهار

إنها أكثر من وكالة للاستخبارات والحيل القذرة، وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA  هي بمثابة عش حقيقي للقراصنة “هاكرز” ومصدر لبث فيروسات الإعلام الآلي، وما يؤكد هذا هي الملفات التي فاق عددها 9 آلاف التي نشرها موقع ويكيليكس في 7 مارس الماضي.

ووعدت المنظمة غير الحكومية التي أسسها جوليان أساند، بالمزيد من عمليات الكشف مدوية أكثر، وإنها وبلا شك إحدى أهم عمليات الكشف عن وثائق سرية بعد تلك التي كشف عنها إدوارد سنودن حول نشاطات الجوسسة العالمية التي قادتها وكالة الأمن القومي الأمريكي NSA والقضية للمتابعة.

ووضع موقع ويكيليكس مؤخرا على الخط تحت رمز Vault7، أهم عملية نشر لوثائق سرية لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، وسمي الجزء الأول من هذه الوثائق بـ “اليوم صفر Zero Day”، يتضمن على 8761 ملف ووثيقة، محتواة في شبكة معزولة للانترنت ومأمنة بشكل عالي فيس مقر الـ “CIA”، المسماة مركز الاستخبارات السيبرانية Center for Cyber Intelligence/CCI، الذي يسمح لوكالة الاستخبارات الأمريكية من قرصنة واستخلاص المعلومات من أي نوع من الأجهزة والحواسيب بواسطة فيروسات وأسلحة سيبرانية أخرى.

وتظهر الوثاق نشاط موسع للقرصنة مس تشكيلة جد واسعة من الأجهزة النقالة من كافة العلامات وكافة أنظمة التشغيل، ومست أيضا تلفزيونات ذكية التي تحولت إلى مايكروفونات للتجسس على مالكيها.

وكانت لوكالة الاستخبارات الأمريكيةCIA  أيضا طريقة لقرصنة نسخة ويندوز 10 عوض شرائها.

وأحصى قسم القرصنة في وكالة CIA  نحو 5000 هاكرز نهاية 2016 من بينهم متعاونون في الخارج، وأنتج الآلاف من أنظمة القرصنة والفيروسات وأحصنة طروادة وأسلحة أخرى من البرمجيات ضارة، حسب ويكيليكس.

وأكد موقع ويكيليكس أن المصدر الذي مكن من هذه المعلومات داخلي أي من داخل وكالة CIA، مشيرا إلى أمن هذا المصدر عمل شخصيا على عمليات قرصنة.

هذا المصدر الذي يريد نقاشا عاما في الولايات المتحدة حول النشاطات الخارجة عن المعهود لوكالة الاستخبارات الأمريكية خصوصا ما تعلق بالقرصنة والتحذير انتشار أدوات قرصنة وفيروسات تم إنتاجها من طرف مركز الاستخبارات السيبرانية CCI، التي لم تحسب عواقبها، وصنفت على أنها أسلحة سيبرانية حقيقية.

الأجهزة النقالة والسيارات المتصلة….

فإضافة للتجسس على الحواسيب وقرصنتها، طورت الـ CIA أدوات فتاكة لكسر تأمين الأجهزة النقالة والسيارات المتصلة والتلفزيونات الذكية.

وحسب ويكيليكس فإن فريق تطوير البرمجيات في مركز الاستخبارات السيبراني لذات الوكالة، المعروف بـEDG  (Engineering Development Group)، قد قام بتطوير أداة تعرف بـ “Backdoors” أو “الأبواب الخلفية” وهي أداة يتم إدخالها في جهاز حاسوب لكي يمنح للقرصان إمكانية النفاذ إلى ادخل الحاسوب، إضافة لبرمجيات ضارة تقوم باستغلال ثغرة في الحاسوب، وحصان طروادة وفيروسات وبرمجيات ضارة أخرى استعملتها الوكالة في عمليات سرية عبر العام بأسره.

ومن اجل قرصنة الأجهزة النقالة (أي فون وهواتف ذكية أخرى بنظام أندرويد و ويندوز)، فإن الـ CIA  تتوفر على وحدة خاصة تسمى “MDB” (Mobile Devices Branch).

وللقيام بهذه الأعمال تتعامل الوكالة بشكل وثيق مع مصالح استخبارات أخرى بريطانية على غرارMI5  وGCHQ التي هي مصالحة الاستخبارات الالكترونية، وأيضا مع مصالح أمريكية مثل وكالة الأمن القوميNSA ومكتب التحقيقات الفدرالي FBI.

ويكشف ويكيليكس على سبيل المثال أن قرصنة التلفزيونات الذكية لـ سامسونغ يسمح بتسجيل المحادثات وإرسالها عن طريق الانترنت إلى احد الخوادم التابعة لوكالة CIA، وتم انجاز هذا العمل بفضل تعاون مع الاستخبارات البريطانية MI5.

أما مع كل من وكالة الأمن القومي NSA  و مكتب التحقيقات الفدرالي FBI و GCHQ، فقد قامت وكالة CIAبتطوير أدوات للقرصنة لهواتف آي فون  وآي باد، ولكن أيضا للأجهزة النقالة التي تعمل بنظام أندرويد لـ غوغل، ومن اجل استغلال الثغرة المعروفة بـ Zero day  في الأجهزة النقالة.

أما بالنسبة للحواسيب المكتبية أو المحمولة، فقد طورت وكالة الاستخبارات الأمريكية أيضا أدوات معلوماتية تهدف على إلحاق ضرر أو قرصنة نظام التشغيل في الحاسوب في مجمله، على غرار OSX لـ أبل، وويندوز لـ مايكروسوفت ولينيكس، وأيضا موجهات شركة سيسكو لم تسلم من عمليات القرصنة لـ CIA حسب ويكيليكس.

رد من أبل مايكروسوفت وسامسونغ

من بين الشركات المتخصصة في التكنولوجيا الفائقة التي ورد تفي وثائق الـ CIA التي نشرها موقع ويكيليكس، كانت شركة أبل هي الأولى التي كان لها رد فعل إزاء ما تم نشره.

وأعلنت الشركة الواقع مقرها في كوبيرتينو بكاليفورنيا أنه من ضمن العديد من الهشاشات والثغرات التي وردت في الوثائق تم تصحيحها في النسخة الأخيرة من نظام التشغيل iOS (10.2.1)، وأكدت على أنها ستواصل العمل من اجل حل كافة المشاكل المتعلقة بهذه الثغرات التي تم التعرف عليها.

ودعت شركة أبل مستخدمي أي فون و أي باد إلى تحميل النسخ الأخيرة نظام التشغيل iOS  وتنزيلها على أجهزتهم.

بدورها شركة غوغل تفاعلت مع المستجدات الأخيرة وأوضحت بأن غالبية الثغرات التي ذكرت في الوثائق التي كشف عنها موقع ويكيليكس تم تصحيحها.

أما المتحدث باسم مايكروسوفت فاكتفى بالقول “نحن واعون بهذا التقرير وسنقوم بدراسته”، حسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

بدورها سامسونغ أكدت على أن “حماية الحياة الخاصة للمستهلكين وأمن أجهزتها هي بمثابة أولويتها المطلقة”، موضحة أن “الشركة على اطلاع بالتقرير وسيتم دراسته المسألة بشكل مستعجل”.

الاعتراف الضمني لوكالة CIA

غداة نشر وثائق مال عرف بعملية “Zero Day” ، الجزء الأول من عملية Vault7، ردت عليها وكالة CIA عبر بيان مختصر أين امتنعت فيه عن الإدلاء بأي تعليق حول مصداقية الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس على الخط.

لكن وكالة الاستخبارات الأمريكية أكدت ضمنيا أن المعلومات الواردة في موقع ويكيليكس من طرف مخبرين من داخلها، تبدو حقيقية.

وحذر تصريح وكالة CIA الشعب الأمريكي ضد أي عملية نشر من طرف موقع ويكيليكس، من اجل إلحاق الضرر بالقدرات الأمريكية في مجال الاستخبارات وحماية أمريكا ضد الإرهاب وأعداء آخرين، لكن التصريح اعتبر وبصفة واضحة بأن أية ” عمليات نشر مماثلة لا ترهن فقط الموظفين والعمليات في الولايات المتحدة لكنها تزود خصوم الولايات المتحدة بأدوات معلوماتية لإلحاق الضرر بأمريكا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى