اقتصاد وأعمال

نوفونورديسك يتراجع عن بناء مصنع أنسولين بالجزائر!

ريم بن محمد

يتجه مشروع الشراكة بين المجمع الجزائري “صيدال” والمجموعة الدنمركية نوفونورديسك، إلى الإلغاء، بسبب عدم جدية وزارة الصناعة في تنفيذ المشروع الذي سجل تأخرا بأكثر من 24 شهرا.

وقالت مصادر على صلة بالمشروع في تصريحات لـ”الجزائر اليوم”، لا توجد نية حقيقة في تنفيذ المشروع لدى الطرف الجزائري بالشراكة مع مجموعة نوفونورديسك، التي تكون قد فهمت الرسالة جيدا بعد تنحية الرئيس المدير العام لمجمع صيدال، بومدين درقاوي في نوفمبر 2015.

وأضاف المصدر: “نحن(مجمع صيدال) نتردد كثيرا في التنفيذ، لا أسباب نجهل طبيعتها”، مشيرا إلى تسجيل تأخر بأزيد من 24 شهرا في تنفيذ المشروع الإستراتيجي بالنسبة للجزائر التي تعد أزيد من 2 مليون مصاب بداء السكري.

وأوضح المصدر، أنه من المفترض استلام المصنع وتجهيزات الإنتاج في جوان ، ولكن إلى غاية نهاية سبتمبر، لم نتمكن من إنهاء أشغال الوحدة التي يفترض أن تستقبل تجهيزات الإنتاج، التي تم التعاقد بشأنها في2014 على أن يتم استلامها في جوان 2016.

واستطرد المصدر، أن كل شيء متوقف تقريبا داخل مجمع “صيدال”، مضيفا أن كل ما تم بناءه خلال خمس أعوام ونصف، تم تهديمه في ظرف أقل من عام واحد، يضاف إلى ذلك نزيف الإطارات المغادرة الذين بلغ عدهم أزيد من 20 إطارا ساميا بدون أن تتحرك وزارة الصناعة التي تعتبر الجهة المسؤولة عن حالة التردي الذي يعيشها المجمع.

يذكر أن وزارة الصناعة أنهت مهام الرئيس المدير العام للمجمع في 24 نوفمبر 2015 بسبب خلافات بين وزير القطاع والرئيس المدير العام حول ملف صناعة اللقاحات بعد رفض بومدين درقاوي من منح المشروع لمجمع سانوفي افنتيس الفرنسي، كما كان يرغب وزير الصناعة.

وقال بومدين درقاوي في تصريحات سابقة لـ”الجزائر اليوم”، إن وزير الصناعة أستدعى مجلس الإدارة على عجل في ظرف 48 ساعة بالهاتف، وهي المرة الأولى التي يشهد فيها القطاع انحراف بهذه الخطورة.

وأضاف درقاوي إنه لم يطلب يوما المسؤولية، مشيرا إلى أن الوزير السابق للصناعة عبد الحميد تمار، هو من أقنعه بالعودة إلى التسيير المباشر للقطاع الاقتصادي.

وأنهي وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، الثلاثاء 24 نوفمبر، مهام الرئيس المدير العام لمجمع صيدال بومدين درقاوي بعد صراع بينهما دام لمدة 6 أشهر على خلفية مخطط الاستثمار للمجمع العمومي.

وحاول الوزير بوشوراب التدخل في مهام الرئيس المدير العام من خلال محاولته فرض شركاء فرنسيين على المجمع العمومي وخاصة في مجال تصنيع اللقحات وتصنيع الأنسولين.

وتم توجيه ضربة موجعة للمجمع العمومي في مرحلة حساسة من إنجاز مخطط الاستثمار الذي أنطلق قبل 3 سنوات تمكن خلالها المجمع من استرجاع مكانة في السوق الوطنية وتنفيذ استثمارات إستراتيجية في مجال صناعة الأدوية مع مجمعات عالمية على غرار نوفونورديسك في مجال الأنسولين، وهو الاتفاق الذي يتجه إلى الإلغاء في سرية تامة.

وكان الرئيس المدير العام لمجمع “صيدال” قد أبلغ الوزير الأول عبد المالك سلال، بالضغوطات التي يتعرض لها في رسالة مفصلة، إلا أن الأخير لم يحرك ساكنا، وحاول بوشوارب إرغام بومدين، درقاوي على إدراج موضوع اللقاحات والأنسولين في جدول أعمال اجتماع ضم مسؤولين من “صيدال” ومسؤولين من شركات أدوية فرنسية، إلا أن درقاوي رفض الانصياع ما كلفه الإقالة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى