أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةالعالمسلايدر
أخر الأخبار

نظام المخزن على كف عفريت.. وعرش محمد السادس يتهاوى

بقلم: زكرياء حبيبي

ما دام أن الملك المغربي محمد السادس وخدامه وأتباعه في النظام المخزني، باتوا يُجهرون بتحالفهم مع الكيان الصهيوني، ويتزودون بالأسلحة الحربية منه، بعد نفاذ مخزونهم من القنابل في عدوانهم على الشعب الصحراوي، فلا يعقل البتة مجرد التخمين في احتمال نشوب نزاع بين آل محمد السادس وآل صهيون، وبالأخص بعد إعلان الجانبين بأن عدوّهما المشترك هو الجزائر بالدرجة الأولى، وحلفائها، أي حلف المقاومة بشكل عام.

فزيارة وزير الدفاع الصهيوني بيني غانتس برأيي، تمثل منعرجا حاسما ستتحدد بعدها معالم المغرب العربي “الجديد”، وافريقيا “الجديدة”.

لن أتحامل في هذا المقال إطلاقا على الشعب المغربي، ردّا على فضيحة الخزي والعار كما وصفها السيد الرئيس عبد المجيد تبون، المتمثلة في التطبيع المغربي الكلي مع الصهاينة، فالكلّ يعلم أنّ الشعب المغربي المغلوب على أمره، هو أكبر ضحية لتسلّط سلاطين المغرب منذ حوالي أربعة قرون (جلسماسة 1666)، وإلى يومنا هذا، وواقعة زيارة مجرم الحرب وزير الدفاع الصهيوني، لن تكون سوى  بداية لاقتراب انفجار الغضب الشعبي، وهذا ما بدأ يستشعره القصر الملكي المغربي، بعد الاحتجاجات التي تلت هذه الزيارة المشؤومة والمخزية، وأيضا الاحتجاجات الحاشدة على تدهور معيشة غالبية الشعب المغربي، وبالأخص مع وصول أصدقاء محمد السادس إلى السلطة، وانتهاجها لسياسة الهروب إلى الأمام، ومُعاكسة التيار الشعبي المغربي، الذي يصبو إلى الحرية والانعتاق والعيش الكريم.

فالوضع في الجارة المهلكة المغربية، ازداد تفاقما، خاصة بعد الإجراءات التي اتخذتها الجزائر، كالاستغناء عن خط الغاز الذي كان يمر عبر المغرب إلى اسبانيا، وأولها مُحاربة كل أشكال التهريب، ولوقف مدّ قوافل المخدرات التي تنطلق من حُقول “أمير المُؤمنين” لإغراق الجزائر، وتدمير عقول شبابها واقتصادها، فالكل في المغرب، يعلم أن أكبر حقول الكيف هي تابعة للقصر الملكي، كما أن كبريات الشبكات الإجرامية التي تعمل في مجال تهريب المخدرات، يقودها كبار الضباط في المغرب، وتجارة كهذه، لا تعود بأي نفع على المواطن المغربي البسيط، لأنّ عائداتها تذهب لحساب القصر وضباطه، بل أن جزء منها يذهب بالأساس لتنويم الشعب المغربي منذ قرون وجعله تابعا لسياسات العلويين العملاء بدون حول ولا قوة.

برأيي أن زيارة وزير الحرب الصهيوني وتهديدات كيانه لبلد ضحى من أجله الملايين من الشهداء، تأتي في سياق التكالب غير المسبوق للقصر الملكي وأذنابه، الذين انطلقوا في حملة تحريض ضدّ الجزائر، فهذا التحرش المجنون بامتياز، أعاد علاقات البلدين إلى مرحلة أوج الصراع، عندما صرّح العاهل المغربي الحسن الثاني بـ: “إنه سيشرب الشاي في تيندوف”، ليردّ عليه الرئيس الراحل هواري بومدين: “إذا شربت الشاي في تندوف فسأعطيك شواربي كنعناع”، فالعودة برأيي إلى هذه المرحلة لن يخدم إلا القصر الملكي لا غير، لأنه لم ولن يجد ما يُراهن عليه لتكميم أفواه الشعب المغربي، سوى تحويل أنظاره إلى خطر غير موجود إلا في مُخيّلة القصر الملكي، الذي لم ينجح رغم تحالفه مع قوى الشرّ وعلى رأسها الموساد الإسرائيلي في إيجاد طريق لمُؤامرة الربيع العربي لاختراق الجزائر، وهو ما نبّهت إليه في مقال تحت عنوان “تحالف في الأفق بين القصر الملكي المغربي والقاعدة” نشر بتاريخ 20 سبتمبر 2013، لم أستبعد فيه أن يُشكل المغرب قاعدة جديدة لخلق القلاقل في الجزائر، والظاهر أن القصر الملكي بدأ في تنفيذ مخططه الجهنمي، من خلال تعمّد المخزن المغربي المساس بمشاعر الجزائريين، في ذكرى ثورة أول نوفمبر المجيدة، عبر اغتيال ثلاثة جزائريين، ولا أظن أن الشعب المغربي سيقبل بما حدث أو ما هو مُخطط له أن يحدث، لأن هذا الشعب احتضن الثورة الجزائرية، وشارك العديد من المغاربة إلى جانب المجاهدين الجزائريين في مُحاربة فرنسا ومنهم من استشهد فوق التراب الجزائري، بل هناك قطاع عريض من الشعب المغربي من يعترف بجميل الثورة الجزائرية في حصول المغرب أصلا على استقلاله عام 1956.

وبذلك لا أظن على الإطلاق أنّ المخزن المغربي سينجح هذه المرّة في تأليب الشعب المغربي على أشقائه الجزائريين، بل بالعكس من كلّ ذلك أتوقع أن تُشكل هذه الواقعة محطة فاصلة، ستدفع بشرفاء المغرب وأحراره إلى الانتفاض في وجه من يحاولون تسميم المنطقة المغاربية وعموم افريقيا، ويستعينون بالصهاينة، لإلحاق الأذى بالجزائر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى