اقتصاد وأعمالالرئيسيةبياناتسلايدرملحق الصحة
أخر الأخبار

نجاح كبير لتجربة زراعة الكينوا والسيسبانيا في ولاية بشار

أبرز فريق من الباحثين بالمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية بالعبادلة بولاية بشار ضرورة تطوير زراعة الكينوا والسيسبانيا على نطاق واسع بالمناطق الزراعية بالولاية.

وأوضحت مديرة مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بالعبادلة المهندسة الزراعية حورية بونيدر “أنه بات اليوم من الضروري العمل على تنفيذ برنامج لترقية وتطوير زراعة الكينوا والسيسبانيا على نطاق واسع على مستوى المنطقة على ضوء النتائج المشجعة المحققة خلال التجارب النموذجية التي أثبتت نجاعتها”.

ودفعت تجربة زراعة هاتين النبتتين غير المستوطنتين والغير أصلية بالجزائر على مستوى المعهد التقني لتطوير الزراعة الصحرواية ومستثمرتين فلاحيتين بالمنطقة إلى اقتراح زراعتهما على نطاق واسع عبر الولاية نظرا لمزاياهما سواء بالنسبة للمستهلك والمربين أو البيئة، مثلما أشير إليه.

وبفضل تجارب زراعيين وتقنين للمعهد، يتم إنتاج بذور هاتين النبتتين حاليًا على مستوى المعهد التي توزع على بعض المزارعين الذين رحبوا بهذه الزراعات الجديدة، والتي لم تكن معروفة حتى الآن في المنطقة.

وتنمو الكينوا في أمريكا الجنوبية، وتتأقلم بسهولة مع تربة المنطقة، كما أنها تتميز بقدرتها على التكيف مع الوسط البيئي ذي الخصوصية القاسية والرياح القوية والجفاف والجليد.

و كانت الباحثة حليمة خالد الأولى في تجربة زراعة هذه النبتة بالجزائر على مستوي مزرعة البرهنة وإنتاج البذور التابعة للمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية ببسكرة والتي يبلغ ارتفاعها مترين (2م)، وتنتمي إلى فصيلة النباتات القطيفية الورقية (على غرار السبانخ والبنجر السكري وغيرها) والتي يتم حصاد بذورها لتستهلك على شكل حبوب، مثلما شرحت الباحثة.

وبخصوص الطبخ فإن الكينوا تحضر بنفس طريقة تحضير الأرز وبذوره، على شكل لؤلؤ صغير عاجي اللون، شفاف بعد الطهي، ولها عدة فوائد غذائية بما في ذلك ثمانية (8) أحماض أمينية ضرورية لصحة المستهلك، مثل السيستين وليسين وميثيونين، كما أنها تحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة، بما في ذلك أوميجا (3)، فضلا عن ما تحتويه من فوائد معدنية للصحة (الحديد والمغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والزنك والكالسيوم) بالإضافة إلى فيتامينات (ب)، كما ذكرت السيدة بونيدر.

و تم إدخال نبتة الكينوا إلي الجزائر سنة 2013 بمناسبة اليوم العالمي للكينوا من طرف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عبر مشروع جهوي يضم ثماني دول من بينها الجزائر.

نباتات أدمجت في إطار برامج الأبحاث

بدورها أدمجت نبتة سيسبانيا بيسبينوزا من طرف مزرعة البرهنة وإنتاج البذور التابعة للمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية في إطار برنامج البحث التطبيقي حول استخدام المياه منخفضة الملوحة والمالحة بشمال إفريقيا وذلك بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة بهدف زراعتها كنبتة علفية تلبي احتياجات المربين فيما يخص أعلاف المواشي.

وتزرع هذه الشجرة التي وزعت بذورها على فلاحي المنطقة سيما بشار وكرزاز وبني عباس حاليا في مساحات صغيرة، وهناك رغبة لتطوير زراعتها على مساحات واسعة لاستغلالها علفا للمواشي والتي يمكن أن تعوض المردود المتدني للمحاصيل العلفية الأخرى، ذلك أنها تنمو بشكل سريع وتقاوم الصعوبات المناخية والتربة ذات الملوحة، كما هو الحال بعدة مناطق زراعية بالولاية.

ويعود أصل شجرة السيسبانيا إلى قارة آسيا، وقد تكيفت خلال تجارب المزرعة وأعطت زراعتها أيضا في بشار وكرزاز وبني عباس نتائج “مشجعة” لنموها، مثلما أضافت السيدة بونيدر.

وبالإضافة إلى فوائد هذه النبتة كعلف للمواشي فهي غنية أيضا بالأحماض الأمينية ولها خصائص في الطهي وأخرى صيدلانية، وتتكيف مع المناخ الحار، كما هو الحال في المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد.

كما توصل مهندسو المزرعة بالعبادلة في إطار تجارب البحث إلى نتائج “مشجعة” فيما يتعلق بزراعة “الزعفران” والمورينجا، كما أشير إليه.

وتعتبر مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بالعبادلة، منشأة للبحث والتنمية والدراسات التقنية حول الموارد الطبيعية والإنتاج الزراعي في الوسط الصحراوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى