اتصالالجزائرثقافة

من هو المناضل موريس اودان الذي قتلته فرنسا تحت التعذيب؟

أحمد أمير

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس 13 سبتمبر، بمسؤولية بلاده عن مقتل واختفاء موريس أودان، أستاذ الرياضيات في جامعة الجزائر، والمناضل في الحزب الشيوعي الذي عذبه الجيش الفرنسي عام 1957 حتى الموت ثم قاك بدفنه في منطقة مجهولة تقع بين زرالدة والقليعة.

وقال النائب عن الحزب الحاكم “الجمهورية إلى الأمام”، سدريك فِلاني، لصحيفة “لوموند”، إن الرئيس الفرنسي توجه إلى منزل أرملة أودان، جوزيت، بعد ظهر الخميس وسلمها بيانا في هذا الصدد يعلن فيه “فتح الأرشيف المتعلق بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين من فرنسيين وجزائريين”، واعتذر لها وقال: “الشيء الوحيد الذي أقوم به هو الاعتراف بالحقيقة”.

وُلد موريس أودان بباجة التونسية في 1932/02/14 أب لثلاثة أطفال كان يدرس الرياضيات بجامعة الجزائر، ناضل في الحزب الشيوعي من أجل تحرير الجزائر وفي نفس ليلة تم توقيفه، حول إلى فيلا في أعالي الأبيار (بالعاصمة) للاستنطاق.

كشفت التحقيقات أن موريس اودان مدفون في مقبرة بن صالح واد العلايق بالبليدة، أن لغز اختفاء موريس أودان بقي مجهولا وطفى على الساحة الإعلامية الجزائرية والفرنسية منذ 1957.

في 11 جوان 1957 قامت الأجهزة الفرنسية باقتياد موريس اودان ليلا من منزله بتهمة إيواء عناصر ناشطة في الحزب الشيوعي الجزائري ، وفي تقرير صادر عن الجيش الفرنسي بتاريخ 24 جوان 1957 يعلن عن ” فرار ” موريس اودان المقبوض عليه أثناء نقله لاستجوابه في صباح 22 جوان 1957 ومنذ ذلك التاريخ لم يظهر لموريس أودان أي اثر له.

وظلت الرواية الرسمية الفرنسية على مرور السنوات متمسكة بقصة هروب موريس أودان، إلى غاية اعتراف الرئيس ماكرون في سياق رفع السرية على جزء من ارشيف ثورة الجزائر.

وفي فرنسا ، بعد 1962 ، شكلت قضية موريس أودان أحد البراهين التي تتهم الجيش الفرنسي بالقيام بأعمال تخترق الاتفاقيات الدولية حتى مع رعاياها.

وتحول موريس أودان رمز المجاهدين و والمناضلين في القضية الجزائرية الذين تم تعذيبهم للحصول على معلومات أو لدفعهم لنكران القضية الجزائرية و والإنضمام عنوة للجانب الفرنسي.

وتناول العديد من الكتاب الشيوعيين قضية أودان، منهم طبع كتاب ” السؤال ” لهنري علاق وهو ( مناضل شيوعي ومدير سابق لجريدة ” Alger répuplicain ” وكتاب ” قضية أودان ” لفيدال ناكي ( مؤرخ ومناضل شيوعي من اجل استقلال الجزائر) .

وتمسك الجيش الفرنسي مدة أكثر من خمسين سنة بفكرة الفرار في كتابه ” الحقيقة فيما يخص موت موريس أودان ” دار النشر إكواتور 2014 يعطى المؤلف جون شارل دينيو تفاصيل أخرى لحظات حياة الرجل مستندا على اعترافات الجنرال بول اوساريس قبل وفاته ، يشرح الكاتب ان الجنرال ماسيو ( Massu ) هو الذي اعطى الأمر لرجاله بقتل موريس اودان ليجعل منه عبرة ، جاء الأمر من ماسو إلى أوساريس لأخذ اودان على العاصمة ليلا وقتله بالسلاح الأبيض ودفنه في مكان مجهول ” حسب اعترافات اوساريس جثة أودان موجودة في مكان بين زرالدة والقليعة .

يذكر أن العشرات من المناضلين تم تعذيبهم حتى الموت من طرف جنرالات فرنسا ولم يتم الكشف عنهم إلى اليوم، فهل يملك ماكرون كامل الجرأة للذهاب أبعد من هذه الخطوة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى