اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدر

منتدى رؤساء المؤسسات مهدد بالانفجار بسبب مناورات مشبوهة للرئيس المؤقت  

بات منتدى رؤساء المؤسسات قاب قوسين أدنى من الانفجار والاختفاء النهائي من المشهد الاقتصادي الوطني بعد حوالي 20 سنة من تأسيسه بسبب مناورات مشبوهة لقيادته المؤقتة بقيادة منصف عثماني وسمير يايسي، الذين شرعا في حملة اقصاءات وتصفية حسابات مع رؤساء المؤسسات الذين يرفضون الموافقة على تحويل المنتدى لخدمة مصالح الشركات الفرنسية العاملة بالجزائر.

وشرعت القيادة الجديدة في إقصاء ممثلين عن 11 ولاية من المشاركة في انتخابات قيادة جديدة للمنتدى في الانتخابات التي ستجرى في 24 جوان القادم، بحجج واهية ما يهدد بتفجير المنتدى نهائيا خلال اجتماع المجلس التنفيذي الذي سيعقد الأربعاء 22 مايو بالعاصمة الجزائر.

واستغلت القيادة الجديدة غياب الشخصيات المؤثرة في المنتدى من المؤسسين على غرار عمر رمضان ورضا حمياني، الذين تما تهميشهما عنوة خلال السنوات الفارطة فصلا عن العديد من الأعضاء الذين لم يوافقوا على تحويل المنتدى منذ 2014 إلى مجرد هيئة مساندة للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة وصندوق لتمويل حملاته الانتخابية.

وقال مصدر مطلع من داخل المنتدى لـ ” الجزائر اليوم”، إن الوضع الحالي الذي تمر به البلاد يتطلب المزيد من الوحدة وليس العمل على نسف الحد الأدنى من الانسجام الذي تم بناءه منذ إنشاء هذا الفضاء الذي يفترض فيه أن يجمع النخبة الاقتصادية الوطنية.

وحذر المصدر في تصريحات لـ “الجزائر اليوم”، من تكرار الأخطاء التي وقعت فيها قيادة المنتدى خلال العهدة السابقة، مشيرا إلى أن انتهاج نفس السياسة ستدمر المنتدى إلى الأبد، وهو ما تعمل للأسف – يضيف المصدر- على تكريسه، القيادة المؤقتة الحالية المكونة من سمير يايسي، المكلف بالمالية في منتدى رؤساء المؤسسات، والذي صدر في حقه قرارا بالمنع من مغادرة التراب الوطني في إطار التحقيقات الجارية بشأن شبهة الفساد التي تحوم حول العديد من ملفات الاستثمار الخاصة بشركته والاستحواذ على الشركات التي كانت تابعة للقطاع العام في ظروف غير شفافة، ومنصف عثماني رئيس مجمع “فرويتال” الممثل الحصري المنتج لعلامة كوكاكولا والتي صدر بحقها قرارا من بنك الجزائر بمنع التحويلات الخارجية في الفترة الأخيرة.

ويضيف المصدر، أن القيادة الحالية تشن حملة تشويه مقصودة ضد القيادة السابقة لمنتدى رؤساء المؤسسات، بحجة أن جميع من عمل مع الرئيس السابق علي حداد فهو بالضرورة من الفاسدين الذين استحوذوا على المال العام، وهذا بهدف التحطيم النهائي للمنتدى الذي تأسس سنوات طويلة قبل أن يقوم السعيد بوتفليقة بإبعاد الرئيس السابق رضا حمياني في عام 2014 وتنصيب علي حداد بهدف واحد وهو إخضاع المنتدى وتحويله إلى مجرد لجنة مساندة.

وتعمل بعض الجهات عن قصد أو غير قصد بين الربط بين علي حداد والمنتدى، على الرغم من أن حداد الموجود رهن الحبس، مجرد عضو من بين المئات من رؤساء المؤسسات الذين ينتمون إلى المنتدى، كما يعملون على تشويه مسؤولين سابقين معتقدين أنهم في مرحلة ضعف بعد سجن حداد، مع علمهم المطلق أن المحاسبة قد تطالهم هم ايضا في حال فتح ملف الطريقة التي تمت بها استحواذهم علي العديد من العقارات والشركات العمومية التي كانت مملوكة للدولة وبعض العلامات التجارية التي لا تقدر قيمتها بثمن، حصلوا  عليها بالدينار الرمزي على غرار العلامة التجارية “سعيدة” التي يفترض أنها العلامة الاكثر شهرة في الجزائر منذ الاستقلال، وعلامات أخرى تم الاستحواذ عليها في ظروف مشبوهة تحت غطاء عمليات الخوصصة التي اشرف عليها أحمد أويحيى.

وفند المصدر الأكاذيب التي روجتها القيادة الحالية بخصوص إفراغ خزينة المنتدى، مشيرا إلى أن خزينة المنتدى تتوفر حاليا على ما يناهز 28.7 مليار سنتيم، على الرغم من تخلي العديد من المنتسبين عن دفع الاشتراك السنوي، كما يتوفر المنتدى على ملكية قطعة أرضية بباب الزوار بالعاصمة مخصصة لبناء مقر للمنتدى وأخرى بسيدي عبد الله لبناء مدرسة تكوين ومقر بوهران وقطعة أخرى بقسنطينة، إلا أن القيادة الحالية لا تريد الحديث عن هذه الأمور.

لوبيات فرنسية تريد الاستحواذ على المنتدى

يعتقد مصدر “الجزائر اليوم”، أن بعض الأطراف داخل المنتدى تقوم بحملة مقصودة لتوجيه الأنظار نحو صراعات هامشية حتى يخلو لها الجو لوضع المنتدى في دائرة تأطير لا تخدم الاقتصاد الوطني والمؤسسات الوطنية والجزائر عموما، مشيرا إلى أن بعض الجهات وعوض التركيز على إعادة تطهير المنتدى وإصلاح الأخطاء التي وقعت فيها القيادة السابقة والابتعاد عن السلطة وعدم الخوض في السياسة راحت تسارع إلى تصفية الحسابات من خلال حروب دونكيشوتية لا تخدم الاقتصاد الوطني والمؤسسة الجزائرية ولا تخدم حتى مصلحة المنتدى كفضاء تعبير عن مشاكل المؤسسات والبحث عن حلول لها من خلال قنوات التواصل القانونية مع السلطات المركزية والمحلية.

وأكد المصدر الذي تحدثت إليه “الجزائر اليوم”، أن العينة من تخبط القيادة الحالية وسعيها الحثيث لتصفية حساباتها قيامها بإقصاء العديد من الولايات من المشاركة في التصويت في انتخاب الرئيس الجديد للمنتدى في الانتخابات التي ستجرى في 24 جوان القادم، حيث قامت القيادة المؤقتة من إقصاء 11 ولاية بحدة عدم تقديم محاضر الاجتماعات في الوقت المناسب المحدد لإرسالها (مساء 19 مايو الجاري). حيث تم إقصاء ولايات تلمسان وتيبازة ومستغانم، بومرداس، البويرة، قسنطينة، وادي سوف، تبسة، باتنة، سكيكدة، سوق اهراس، وهذا بطريقة انتقامية. على الرغم من وجود إمكانية تأجيل مهلة استقبال المحاضر لساعات إضافية، يضيف المصدر متسائلا عن السبب وراء ذلك، مع العلم أن الكتلة الانتخابية في الحقيقية لا تتعدى 120 إلى 150 عضو من بين 250 ناخب حقيقي من بين الذين يدفعون اشتراكاتهم بانتظام من بين كبار الناخبين، وهذا ما قد يتسبب في تفجير اجتماع المجلس التنفيذي المقرر غدا الأربعاء في حال استمرار التوتر الحاصل الذي تسبب فيه فرض قرارات غير شرعية من طرف القيادة المؤقتة.

ويفترض في القيادة المؤقتة، أن تكون مهمتها الوحيدة هي الإشراف على الانتخابات في حين راحت تصدر قرارات خطيرة على غرار التصرف في أموال المنتدى والدخول في سباق تموقع خطير لأعضاء معروفين بقربهم من الدوائر الفرنسية ودفاعهم المستميت عن مصالح الشركات الفرنسية في الجزائر ومنهم ممثل شركة طوطال بالجزائر المعروف بعلاقاته بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

 

المنتدى مهدد بالانفجار

يرتقب أن يكون قرار القيادة الجديدة، القطرة التي أفاضت الكأس في اجتماع المجلس التنفيذي بالعاصمة الجزائر غدا، حيث قررت الولايات التي تم إقصائها بقلب الطاولة على كل من سمير يايسي الذي تحول إلى رئيس للمنتدى مستغلا ضعف الرئيس المؤقت منصف عثماني، وشرع في إصدار قرارات ضد الأعضاء الذين يتعارضون مع رغبته في الاستحواذ على المنتدى ومؤسساته، والغريب أن كليهما كانا من بين أعضاء المجلس التنفيذي ولم يسبق لهما ولا مرة على الإطلاق الاعتراض على قرارات علي حداد أو قرارات المجلس طيلة تواجدها، قبل أن يشرعا في الانقلاب بطريقة مفاجئة بعد رحيل السابق علي حداد.

وأكد العديد من المندوبين أن عملية إقصائهم لن تمر بسهولة، وأنهم سيدافعون لكل هوادة لضمان حقهم وإلغاء القرار غذا الأربعاء والعمل بقوة على استعادة حقهم في انتخاب رئيس جديد للمنتدى.

وإلى جانب الصراع الخطير بين الأعضاء الحاليين، رفض العشرات من المنتسبين إلى المنتدى في تجديد اشتراكاتهم بما يعني أن الانتخاب لا يعنيهم أصلا، ومنهم من شرع في التفكير الجديد في إنشاء فضاء جديد بعيدا عن المنتدى حيث سبق لهم الاجتماع في احد مطاعم العاصمة الجزائر قبل وضع يسعد ربراب رهن الحبس، ما تسبب في تريثهم إلى حين ثبوت الرؤية.

وليد أشرف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى