اقتصاد وأعمال

منتدى جزائري أوروبي يبحث مستقبل الأمن الطاقوي للقارة

نسرين لعراش

أنطلق في العاصمة الجزائر الثلاثاء 24 مايو، منتدى الأعمال الجزائري الأوروبي الأول حول الطاقة بالجزائر، تطبيقا لمذكرة تفاهم حول بناء شراكة إستراتيجية في مجال الطاقة بين الطرفين سنة 2013.

وقال وزير الطاقة صالح خبري، إن الجزائر ستبحث من خلال هذا المنتدى سبل ترقية الاستثمارات الأوروبية في مجال إنتاج الغاز باعتبارها ممولا هاما للقارة الأوروبية، وبناء شراكة إستراتيجية في مجال إنتاج الطاقة المتجددة.

وترتبط أوروبا بالجزائر عبر ثلاث أنابيب للغاز عبر المغرب وتونس وأنبوب مباشر عبر بني صاف نحو اسبانيا، كما يتم تصدير كميات هامة من الغاز المسال نحو بريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى.

ويستمد المنتدى الأول أهميته من التحول الهيكلي التي شهدته سوق الغاز العالمية خلال العشرين سنة الأخيرة، ومن الأخذ بعين الاعتبار أن معطيات تصدير الغاز لم تعد كما كانت عليه في سنوات 1990 و2000 عندما كانت سوناطراك تسيطر على 28% و16%على التوالي من حصة السوق في أوروبا، وتتوفر على زبون مهم هو الولايات المتحدة التي أصبحت اليوم بدورها أحد المصدرين للمادة بفضل تكنولوجيا الغاز الصخري.

 

تراجع حصة الجزائر في الاسواق الأوروبية

ونزلت حصة سوناطراك في السوق الأوروبية حاليا إلى 8% فقط، في الوقت الذي تتراجع كميات الغاز المصدر نحو زبائن الجزائر التقليديين ومنهم إيطاليا بنسبة 40%، والولايات المتحدة التي توقفت عن استيراد الغاز الجزائري، أما زبائن الجزائر الأوربيين الأخريين، فأصبحوا يفضلون الأسواق الحرة بسبب السعر المنخفض مقارنة مع أسعار العقود الطويلة، في حين نجد أن قطر أكثر حضورا في الأسواق الحرة بفضل الغاز المسال.

وكشف خبري، أن مساهمة الشركات الأوروبية حاليا في هذا المجال تبقى غير كافية، على الرغم من الفرص الهائلة لتطوير الشراكة في المجال الطاقوي، مضيفا أن الجزائر تستمع باهتمام للمطالب المقدمة من قبل الشركات الأوروبية لمحاولة معرفة العراقيل والصعوبات ليتم التكفل بها وتطوير مناخ الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، لا سيما وأن الجزائر تتوفر على قدرات عالية جدا في مجال الطاقة الشمسية ما يسمح لها بإنتاج كميات هامة بالشراكة مع المؤسسات الأوروبية لتغطية أولا الطلب الداخلي المتزايد وكذا التصدير نحو أوروبا.

وتحاول الجزائر منذ سنوات أقناع الاتحاد الأوروبي بضرورة احترام مبدأ العقود الطويلة لأنها السبيل الوحيد للمساهمة في تمويل مشاريع تطوير حقول الغاز، كما تطالب الجزائر بحرية الوصول إلى المستهلكين في أوروبا من خلال المشاركة في التوزيع.

من جانبه، عبر المفوض الأوروبي المكلف بالمناخ والطاقة ميغال ارياس كانيتي، عن استعداد  الاتحاد الأوروبي لتطوير الشراكة مع الجزائر من خلال خلق فرص جديدة للاستثمارات في مجال الغاز ومرافقة الجزائر في تطوير إنتاجها من الطاقات المتجددة.

 

تعزيز الشراكة مع الجزائر

وقال المفوض الأوروبي للطاقة، أن المشاركة القوية للشركات الأوروبية للطاقة في المنتدى يعكس إرادة أوروبا في تقوية الشراكة الطاقوية مع الجزائر، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي يريد العمل مع الجزائر لكونها مصدر موثوق للتزويد بالطاقة للاتحاد الأوروبي.

وأضاف المسؤول الأوروبي، أن “موقع الجزائر كشريك موثوق للاتحاد الأوروبي يصب في مصلحتنا ونحن على علم بالتحديات المشتركة التي يجب تحسينها”، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي مهتم أيضا بتطوير الشراكة في مجال الغاز من خلال تطوير الاستثمارات في القبلية بهدف تمكين الجزائر من تعزيز موقعها من بين الممونين الرئيسيين لأوروبا.

وعر المسؤول الأوروبي عن دعم الاتحاد للإجراءات التي اتخذتها الجزائر في مجال النجاعة الطاقوية، مضيفا “أن ثورة النجاعة الطاقوية تبدأ هنا في الجزائر وأن الاتحاد الأوروبي يدعم جميع الإجراءات التي اتخذها البلد في هذا المجال”.

وعبر ميغال ارياس كانيتي، عن إستعداد الاتحاد الأوروبي، للعمل مع الجزائر من اجل رفع كل تلك التحديات المشتركة وفتح فصل جديد في العلاقات الجزائرية الأوروبية في الميدان الطاقوي، مضيفا أن تنظيم المنتدى الأول للطاقة يندرج في هذا السياق حيث سجل مشاركة كل الفاعلين من مؤسسات أوروبية وجزائرية والجهات الرسمية ممثلة في المفوضية الأوروبية والحكومة الجزائرية التي ستعرض على الأوروبيين عدة مجالات شراكة بينها المحروقات والغاز من خلال تطوير الاستكشاف والإنتاج وقطاع الطاقات المتجددة وبحث إقامة اندماج كبير في صناعة المدخلات المتعلقة بالطاقات المتجددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى