الجزائر

محمد بلعزوقي: “شلغوم عبد الكريم لا علاقة له بهندسة الزلازل”

أحمد أمير

أكد البروفسور محمد بلعزوقي، مدير المركز الوطني للبحث التطبيقي في هندسة الزلازل، أن الادعاءات بخصوص عيوب فنية في اختيار الأرضية التي أقيم عليها مشروع “جامع الجزائر”، لأساس لها من الصحة، وأن الجهات التي تهاجم المشروع تحركها أطماع مادية محضة وهي ادعاءات لا تقوم على أي سند علمي.

 

“الجزائر اليوم”: صرح شلغوم عبد الكريم، أنّ منارة جامع الجزائر، ستنهار مع أول زلزال، بسبب نوعية الأرضية التي أقيم عليها الجامع، بصفتكم مختصا في هندسة الزلازل، هل لهذه التصريحات قيمة من الناحية العلمية؟

 

الدكتور محمد بلعزوقي، مدير المركز الوطني للبحث التطبيقي في هندسة الزلازل:

أولا، الأستاذ شلغوم عبد الكريم، غير متخصص في هندسة الزلازل. ويدرس في جامعة باب الزوار تخصص آخر لا علاقة له بهندسة الزلازل.

ثانيا، ما يدفع شلغوم عبد الكريم، إلى الإدلاء بتصريحات استفزازية لا تتوفر على أي سند علمي، هو الرغبة في الحصول على صفقات لأنه يملك مكتب دراسات خاص.

ثم أن هذا الشخص لم يتوقف عن ترديد نفس الكلام منذ 15 عاما بهدف منحه صفقات لصالح مكتبه، لا أكثر ولا أقل.

هو يطالب بتعيين خبراء محايدين ولجنة يترأسها شخصيا لأهداف نجهلها، عليه أن يعطينا أسماء هؤلاء الخبراء المحايدين.

هل هؤلاء الخبراء أفضل مكانة علمية من أزيد من 100 خبير ومختص ومهندس جزائري وأجنبي الذين اشرفوا على الدراسات الخاصة بمشروع جامع الجزائر منذ بدايته، أو جميع الخبراء الذين يعملون مع الهيئات ذات الصلة بالمشروع؟

بالنسبة لمنارة جامع الجزائر. لم يسبق للجزائر في تاريخها وأن قامت بدراسات على الأرضيات الخاصة بالمشاريع مثل التي أقيمت بخصوص أرضية جامع الجزائر.

الدراسات أقيمت من قبل المخبر الوطني المركزي للأشغال العمومية وهو مخبر تابع للدولة وحاضر على المستوى الوطني من خلال 6 فروع، جندت كل الإمكانات التي سمحت بإجراء دراسات على التربة إلى غاية عمق 80 م تحت الأرض لإجراء دراسة جيو- تقنية كاملة.

وتم تسليم النتائج التي تم التوصل إليها إلى مكتب الدراسات الألماني الذي قام بالحسابات الخاصة بالدراسة الزلزالية للموقع وسمحت الدراسة بتحديد نوعية الموقع من الناحية الزلزالية

بأنه موقع مصنف (s2).

وهنا يجب التوضيح انه من الناحية التقنية هناك 4 أنواع من الأرض(SOL) تتراوح من الدرجة 4 إلى الدرجة 1. وتم تصنيف أرضية جامع الجزائر في الدرجة (s2) بالنسبة  لأرضية الجامع والمنارة، وهو تصنيف يأتي مباشرة بعد الأرضيات الصخرية، مما يجعلها أرضية ذات نوعية عالية جدا. إذن ماذا نريد أكثر من هذا.

ورغم ذلك تم اتخاذ إجراءات إضافية بالنسبة للمنارة لأنها جزء يمثل حساسية عالية بسب ارتفاعها.

 

ماهي هذه الإجراءات؟

لقد قام الخبراء والمهندسين الألمان بتصميم أساسات على عمق أزيد من 50 متر بالنسبة للمنارة، وقاموا بتوسيع قاعدة الأساسات لتكون 50م على 50 م(50X50م) لحمل المنارة التي تقدر قاعدتها بـ25م على 25م(25X25م) أي الضعف. وهذا من أجل ضمان درجة استقرار عالية للمنارة. إذن ما يقوله شلغوم عبد الكريم، لا ساس له من الناحية العملية، وهو كلام لا قيمة له من المنظور العلمي.

 

الانتقادات امتدت إلى المشاريع السكنية، هناك ادعاءات لنفس الشخص، مفادها أن 80 % من السكنات أنجزت على مجاري أودية و أرض غير صالحة؟

 

أنا لا أريد على هذه الادعاءات لأنها محض افتراءات وشعوذة لا علاقة لها بالعلم.

السؤال الذي يطرح، هل يملك هذا الشخص القدرات المالية وكم يلزمه من الوقت لإعادة دراسة المئات من المشاريع العمومية التي أنجزتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، وخاصة أن العملية تتطلب دارسة آلاف الملفات؟ ما هي القدرات التي يتوفر عليها هذا الشخص لدراسة والخروج بنتيجة أنها مشاريع غير صالحة وأنها لن تصمد أمام أول زلزال.

هذه التصريحات تمثل اتهاما وضربا لمصداقية مكاتب الدراسات التي أشرفت على الإنجاز ومنها مصالح المراقبة التقنية للبناء التابعة للدولة.

بالنسبة لمراقبة مشروع “جامع الجزائر”، الألمان عملهم انتهي في أكتوبر الفارط وهناك هيئات جزائرية تقوم حاليا بتعويضهم، منها مصالح المراقبة التقنية للبناء التابع للدولة والعديد من المهندسين المتمرسين التابعين للوكالة الوطنية لإنجاز وتسير جامع الجزائر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى