أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر

ما سرّ ترويج قوى الشر لإشاعة “انتحار” الجنرال عمرون؟

من يقف وراء ترويج إشاعة “انتحار” الجنرال عمرون؟ ومن المستفيد من ترويجها؟ هذه الأسئلة وغيرها تطرح نفسها بإلحاح، لأن الجهات التي روّجت لهذه الإشاعة المُغرضة، تكون قد أُصيبت بحالة من الإحباط واليأس في مواجهة المؤسسة العسكرية التي تُجيد التعامل مع كلّ المستجدات في حينها وبذكاء وعبقرية كبيرين.

ترويج الإشاعة يأتي بعد أن زكى فيه الشعب الجزائري بكل مكوناته مسعى الجيش للخروج من الأزمة، ومقاربته المبنية على الحوار العقلاني في إطار الشرعية الدستورية، وهو برأيي ما شجع مروجي هذه الإشاعة على اقتناص الفرصة لصبّ أحقادهم وكراهيتهم باتجاه الجيش، كما أنه يأتي بعد الإنتكاسة الكبيرة التي أصابت أصحاب المجلس التأسيسي ومشغليهم.

ومن يعرف ميكانيزمات التفكير لدى قوى الشر وبيادقهم سيصل حتما إلى أن هؤلاء سيُحمّلون الجيش مسؤولية كل ما يلحق بهم من هزائم وانتكاسات وسيفعلون المستحيل من أجل تشويه صورة الجيش لأن هدفهم الخبيث وغير المُعلن هو خلق الشقاق في صفوف الجيش الشعبي الوطني ومن تم تركيعه.

ومن هنا فإن المستفيد الأول من ترويج هذه الإشاعة هم المتحاملون على الجيش بدون جدال، وبخاصة أن المواقع الإلكترونية والصحافة العميلة هي من بادرت إلى نشر هذه الإشاعة وتهويلها، ولحقتها بعض الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي التي أنشأها المتآمرون وقدموها على أنها لمواطنين جزائريين، حتى ينجحوا في التأثير في الرأي العام الجزائري، وتسميمه بأكاذيبهم ومؤامراتهم.

شخصيا لا يعنيني قيام بعض وسائل الإعلام المأجورة في الجزائر وخارجها، للترويج للإشاعة، لأنها موجودة لغرض المُقاولة لمن يدفع أكثر، وهي بذلك عديمة المصداقية، لكن ما يهمني أساسا هو الكشف عن سرّ التكالب على الجيش الجزائري في هذا التوقيت بالذات كما قلت ذلك سالفا، ولن أجتهد كثيرا للوقوف على بواعث هذه الحملة المسعورة، على اعتبار أن العملاء والبيادق يتوجسون كثيرا هذه الأيام من تسريع وتيرة تنظيم انتخابات رئاسية يتمخض عنها انتخاب رئيس الجمهورية مراده خدمة البلاد العباد.

فهذا يعني أن أركان أصحاب المرحلة الانتقالية والمجلس التأسيسي قد أصابها زلزال مُدمّر، أفقدهم توازنهم فراحوا يلعبون أوراقا خبيثة لا نظن إلا أن نتائجها ستكون عكسية، وستصيبهم في مقتل.

زكرياء حبيبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى