اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

 ماكنزي: الأمن عائق أمام تطوير انترنت الأشياء

عبد القادر زهار 

بأثر اقتصادي سنوي يتراوح ما بين 3.9 إلى 11 مليار دولار على الصعيد العالمي بحلول سنة 2025، إنترنت الأشياء يبقى تحت تهديد مشاكل أمنية، وحسب مكتب الاستشارات ماكنزي، فمشكل الأمن هذا يمكن أن يشكل العائق الأكبر أمام نمو هذا القطاع.

وورد في تقرير صدر مؤخرا لمكتب ماكنزي انه “بفضل شبكته للأجهزة الذكية القادرة على التواصل والتنسيق فيما بينها بواسطة الانترنت، فإن انترنت الأشياء يمكن أن يسهل الاستراتيجيات المعلوماتية من اجل القيام أعمال أو توفير رعاية طبية او تسيير موارد مدينة وهذا من بين العديد من الأعمال.

وبالنسبة للجمهور العريض، انترنت الأشياء يمكن ان تغير كثيرا من نشاطاتهم الأكثر اعتيادية من خلال ابتكارات متعددة منها السيارات الذاتية والثلاجات المتصلة.

وتوقع التقرير بأن أفاق نمو انترنت الأشياء يمكنان تكون أكثر تفاؤلا إذا لم يتوصل المخترعون ورؤساء المؤسسات لتجاوز التحديات التكنولوجية والتنظيمية والتجارية.

“وفي حالة انترنت الأشياء فأن ضعف مستوى الأمان يمكن أن يكون المسألة الأكثر أهمية، حسب الدراسة، التي تطرقت لرهان تأمين الأشياء المتصلة، وأكدت أن قراصنة المعلومات لا يستهدفون عادة أصحاب الأجهزة المتصلة، لكن يستعملون ببساطة تلك الأجهزة كنقطة انطلاق للهجمات الموجهة نحو هدف آخر أكثر أهمية.

وذكر مكتب ماكنزي بـ هجوم ميراي 2016 الذي سمح باستخدام أجهزة متصلة بانترنت الأشياء لمهاجمة منشآت خاصة بالانترنت في أوربا وأمريكا الشمالية ما تسبب في خسائر اقتصادية قدرت بنحو 110 مليون دولار.

ويخشى مكتب ماكنزي من أنه بارتفاع الأشياء المتصلة بنسبة تتراوح من 15 إلى 20 بالمائة بحلول سنة 2020، فإن المشاكل ذات الصلة بالأمان ستتضاعف هي الأخرى، وترى الدراسة أن شركات أنصاف النوافل (أشباه الموصلات) ستكون مجبرة على تطوير حلول تعزز بها الأمن في انترنت الأشياء، ومن أجل ذلك فقد تم احصاء 4 تحديات كبرى.

التحدي الأول حسب الدراسة يتعلق بالصعوبات المسجلة على مستوى تحسين الأداء التقني للأشياء المتصلة، ووفق الدراسة فغن النظام المعقد للأجهزة المتصلة يفتح عدة منافذ جديدة للهجوم ورغم ان كل جهاز يحظى بتأمين عندما يتم استعماله بطريقة مستقلة”.

واعتبرت الدراسة أنه من واجب متعاملي الأنظمة توفير حماية قصوى ضد جميع ناقلات الهجوم المحتملة، وحسبها فمن غير الواضح بعد من هي الجهة التي ستبادر من اجل تطوير حلول أمان متطورة للقيام بهذه المهمة، لان انترنت الأشياء يتضمن شبكة أجهزة من مصادر متعددة.

معايير غائبة أو غير ناضجة

والتحدي الثاني لهذه التكنولوجيا الصاعدة هو غياب معايير شاملة محددة بدقة تصف يتدخل مختلف الفاعلون في العملية ويتفاعلون معها، وإذا كان بعض الفاعلين في الصناعة يستخدمون حلولهم الخاصة بهم، فإن قطاعات أخرى على غرار البناءات الذكية أو السيارات فالمعايير ما زالت بدائية.

ووفق الدراسة فإن هذا الغياب للمعايير يمكن أن يبطئ اعتماد انترنت الأشياء أو ينقص من إرادة مصنعي الأجهزة، الذين  سيكون من الصعب عليهم تطوير حلول الأمان القصوى بدون معايير معروفة.

والتحدي الثالث هو تكلفة الأمن، وحسب الدراسة فالزبائن والمصنعون يعتبرون الأمن أمرا أساسيا، لكن لا يستحق أثمان باهظة ما سيخلق انفصالا تاما ما بين الرغبة في الحصول على أمان والإرادة في الدفع من اجل هذا الأمان.

وهذا السلوك للحصول على الأمن دون دفع مقابل له يمكن أن يضر بتقدم التكنولوجيا ويكبح نمو العديد من تطبيقات انترنت الأشياء، وهذا المشكل لا يمكن حله إلا من خلال تغيير دهنيات الزبائن وإقناعهم آن الأمن يقابله تكلفة إضافية حسب تأكيد ذات التقرير.

وكنتيجة لذلك فالتحدي الرابع هو أن الحلول الأمنية غير مرتبطة، وفي تحقيق ماكنزي تبين أن 38 بالمائة من مسيري المؤسسات التي تنتج أنصاف النواقل، صرحوا بأنه كان من الصعب جدا ربح المال من خلال اقتراح حلول للأمان.

وبالنسبة لهذه الشركات التي تختار اختراع برمجيات للأمان أو التي أجبرت على سلوك هذا النهج، الإرباح المحتملة قد لا تتوافق مع الجهد المبذول، تؤكد الدراسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى