أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر

ماذا تنتظر الجزائر لتصنيف “رشاد” و”الماك” تنظيمات إرهابية؟

بقلم - يوسف محمدي

يقول مراقبون إنه ليس من المعقول الاستمرار في التعامل مع حركات هدامة تم ضبطها بالجرم المشهود وهي تمارس أعمالا تهدد الأمن القومى للبلاد وتدعو صراحة إلى إسقاط النظام عبر الفوضى الخلاقة من تفجيرات وتقتيل، بالصمت وانتظار سقوط ضحايا.

إن إعلان وزارة الدفاع الوطني، بخصوص تفكيك الجماعة الإجرامية التي كانت تعتزم تفجير سيارتين مفخختين، داخل مسيرات الحراك بكل ولايتي نيزي وزو و بجابة، وكشفها عن هوية الجهة التي تقف وراء العملية، وهي حركة انفصال منطقة القبائل (MAK)لم يشكل أي مفاجئة، بالنظر إلى حجم التهديدات الإرهابية التي أطلقها رئيس الحركة المدعو فرحات مهنى من باريس، ودعوته الصريحة لشباب منطقة القبائل بضرورة حمل السلاح “لطرد الاستعمار الجزائري للمنطقة القبائل”.

وأكد بيان وزارة الدفاع الوطني، أنه “استكمالا للتحقيقات الأمنية المتعلقة بالعملية المنفذة في أواخر شهر مارس 2021، من طرف المصالح الأمنية التابعة لوزارة الدفاع الوطني والمتعلقة بتفكيك خلية إجرامية متكونة من منتسبين للحركة الانفصالية “MAK” متورطين في التخطيط لتنفيذ تفجيرات وأعمال إجرامية وسط مسيرات وتجمعات شعبية بعدة مناطق من الوطن، بالإضافة إلى حجز أسلحة حربية ومتفجرات كانت موجهة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية، تم الكشف عن الإعداد لمؤامرة خطيرة تستهدف البلاد من طرف هذه الحركة”.

وأتضح يضيف البيان، من خلال الاعترافات الخطيرة التي أدلى بها العضو السابق في حركة الماك التخريبية المدعو حدار نور الدين، للمصالح الأمنية عن وجود مخطط إجرامي خبيث يعتمد على تنفيذ هذه التفجيرات ومن ثم استغلال صور تلك العمليات في حملاتها المغرضة والهدامة كذريعة لاستجداء التدخل الخارجي في شؤون بلادنا الداخلية، حيث تورط في هذا المخطط عدة عناصر منتمية للحركة الانفصالية “MAK”، تلقت تدريبات قتالية في الخارج وبتمويل ودعم من دول أجنبية.

وكان المجلس الأعلى للأمن في الجزائر خلال اجتماعه في السادس من أبريل الجاري بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، سجل “أعمال تحريضية وانحرافات خطيرة من قبل أوساط انفصالية وحركات غير شرعية ذات مرجعية قريبة من الإرهاب تستغل المسيرات الأسبوعية (الحراك الشعبي)” في إشارة واضحة إلى “حركة رشاد” و”حركة استقلال منطقة القبائل” (MAK).

وأكد الرئيس عبد المجيد تبون: أن “الدولة لن تتسامح مع هذه الانحرافات التي لا تمت بصلة للديمقراطية وحقوق الإنسان”، وأمر” بالتطبيق الفوري والصارم للقانون ووضع حد لهذه النشاطات غير البريئة والتجاوزات غير المسبوقة، خاصة تجاه مؤسسات الدولة ورموزها والتي تحاول عرقلة المسار الديمقراطي والتنموي في الجزائر”.

الإرهابي رضا بودراع يطالب بتسليح الحراك

دعا الإرهابي المقيم بتركيا رضا بودراع، في يوليو 2020 إلى تسليح الحراك في إطار ما اسماه “بتوازن الرعب بين الشعب والدولة” من أجل “الدفاع عن النفس”. واعتبرت يومها دعوة الإرهابي المقرب من جبهة النصرة، وعضو منظمة “الكرامة” التي مقرها جنيف السويسرية، بمثابة الدعوة الصريحة إلى تحويل الحراك الذي أنطلق في 22 فبراير 2019 سلميا إلى العمل المسلح على شاكلة ما يحصل في سوريا وليبيا، إلا أنه لم يصدر أي تعليق من السلطات الجزائرية وقتها.

ومعروف أن منظمة “الكرامة” تقوم منذ انطلاق موجة “الربيع العربي” بتمويل الجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا ودول عربية عديدة، وهي تنظيم ينتمي إليه كل من حسن الدقي الإرهابي الإماراتي الذي أسس في 2013 معسكرا  لتدريب الإرهابيين التابعين لمليشيا لواء الأمة، وقائد الجيش الحر في سوريا رياض الأسعد و محمد العربي زيطوط، ويرأسها مراد دهينة الذي يتزعم أيضا حركة “رشاد” التي تسعى منذ فترة ليست بالقصيرة إلى السيطرة على الحراك في الجزائر بدعم قطري تركي إسرائيلي فرنسي مغربي.

ومعروف أن مراد دهينة، القيادي في رشاد، وقبلها في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، متهم من قبل وزير الداخلية الفرنسي الراحل شارل باسكوا بالتورط في تهريب الأسلحة إلى الجزائر، في 1993، انطلاقاً من سويسرا، والسودان.

وسبق لمراد دهينة في العام 2006 رفضه لمسار المصالحة الوطنية بعد انسحابه من قيادة مكتب الجبهة الإسلامية بالخارج، ودعا إلى “العمل المسلح المشروع” ضد الدولة.

مخابرات غربية وعربية تدعم سيطرة “رشاد” على الحراك 

تقاتل مصالح الاستخبارات التي تقف وراء الحراك بشراسة، من أجل عدم خروج منظمة “رشاد” من الحراك مهما كلف الثمن، على اعتبار أن تحييد “رشاد” يعني خسارة جهود حوالي 20 سنة من استثمار الدول التي تقف وراء مشروع الشرق الأوسط الكبير ومناوليهم في المنطقة وعلى رأسهم قطر وتركيا وإسرائيل والمغرب، وزبائنهم من القيادات التي صنعتها هذه الدول داخل الحراك وإبرازها محليا وإبراز حلفائها الجدد على غرار حركة انفصال منطقة القبائل وحتى مع بعض المحسوبين على التيار الديمقراطي الراديكالي ومنهم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي أنقلب على عدائه التقليدي والتاريخي لجبهة الإنقاذ الإسلامية وأقام معها تحالفا مخالفا للطبيعة.

هل حظر “الماك” (MAK)  و “رشاد” سابقة؟  

لا يعتبر حظر منظمتي “الماك” (MAK)  و “رشاد” سابقة في الأعراف والمعاملات السادة في العالم سواء في الفترات التي عرفت انتشارا للتنظيمات الثورية اليسارية أو في السنوات الأخيرة التي شهد فيها العالم ما بات يعرف بالتنظيمات الجهادية.

لقد سبق وأن قامت إيطاليا بحظر منظمة الألوية الحمراء، التي كانت مسؤولة عن العديد من عمليات الاغتيال والخطف والسرقات خلال ما يسمى “بسنوات الرصاص”، في ظل سعي هذه المنظمة التي تأسست في عام 1970، إلى إنشاء حالة “ثورية” من خلال العنف المسلح والتخريب والسطو على البنوك والخطف والقتل، وإلى انسحاب إيطاليا من حلف شمال الأطلسي.

كما صنفت إسبانيا منظمة “ايتا” الباسكية التي تأسست في عام 1959 وكانت تطالب بتحرير بلاد الباسك ونافار، تنظيما إرهابيا بعد أن قتلت منذ تأسيسها في ظل الدكتاتورية في عهد فرنسيسكو فرانكو، 829 شخصا باسم معركتها من أجل استقلال بلاد الباسك ونافار.

وعلى ذلك النهج تعاملت دول شرق أوسطية عديدة منها إيران وتركيا مع الأحزاب الكردية على غرار حزب العمال الكردستاني التي تقاتل الحكومتين التركية والإيرانية وحتى منظمة مجاهدي خلق التي كانت تأخذ من معسكر اشرف في العراق مقرا لها قبل قرار طردها من العراق في 2003 بعد دخول القوات الأمريكية وتصنيفها تنظيما إرهابيا.

وإلى جانب المنظمات الكردية التي تحارب الحكومة التركية، قامت الأخيرة بتصنيف منظمة فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة منذ 1999 على أنها حركة إرهابية.

ومع بداية الحرب على سوريا من طرف دول خليجية وإسرائيل والولايات المتحدة ودول أوروبية، قامت روسيا بحظر التنظيمات الإرهابية في سوريا وفي بعض دول أسيا الوسطى، كما قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحظر تنظيم الإخوان المسلمين في خطوة للحد من تنامي العنف والعمليات الإرهابية في البلاد

فرحات مهني يزور الكنيست ويطلب الدعم من الكيان الصهيوني

عندما زار فرحات مهنى الكيان الصهيوني في مايو 2012، ولقاءه نائب رئيس الكنيست، طلب خلال اللقاء ، دعم من اسماهم “الشرفاء في الكنيست”. مضيفا أن “زيارته إلى إسرائيل تأتي في سياق عقد علاقات قوية مع كل الدول، خاصة أن إسرائيل عضو في الأمم المتحدة”.

وقال فرحات مهنى، إنه “متأكد من أن الشعب القبائلي سيبقى خلفه وانه لا يخاف ردة فعله”.

وبالإضافة إلى زيارته إلى الكيان الصهيوني، قام رئيس ما يسمى بـ”الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل” بلقاء رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا ريتشارد براسكي، في شهر فبراير 2013، لطرح “المشاكل السياسية التي تعاني منها منطقة القبائل والتأكيد على مطلب الانفصال”، حسب ما كشف عنه الناطق باسم الحركة مضيفا أن “المحادثات شملت أيضا الأزمة في مالي وانعكاساتها على المنطقة، فضلا عن المشاكل التي يعاني منها الطوارق، مثل تقرير مصيرهم السياسي وإنشاء دولة لهم في الصحراء”.

وأضاف نافع كيراش، أن رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا، أكد “أن تقاربا كبيرا في مجال الثقافة والقيم موجود بين اليهود والقبائل، داعيا إلى ضرورة تعميق العلاقات بين “الشعبين” والدفاع سويا عن مصالحهما المشتركة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى