أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر

لولا الجيش ومخابراته لعرضوا الجزائر للبيع في المزاد

بقلم- زكرياء حبيبي

بمُجرّد توقيف أحد العناصر المشاركة في “الحراك”، يقيم بعض “الإعلاميين والسياسيين والفايسبوكيين..” الدنيا ولن يُقعدوها، معتبرين ذلك “أمرا خطيرا للغاية”، ونفس هؤلاء، لم ولن يروا في وصف المخابرات الجزائرية بـ”الإرهابية”، والتطاول على المؤسسة العسكرية، أمرا يستحق التهويل، هذه المُفارقة الغريبة، تكشف بعض الزوايا المُعتّم عليها من قبل من حاولوا ولا يزالون رُكوب الحراك الشعبي، لتحويله عن مساره الصحيح.

صبيحة هذا اليوم وجدتني أغلي كما تغلي القدر على النار، وأنا أتابع مسيرات “الطلبة”، حيث بات البعض من شبابنا بوعي أو بدون وعي، يرفع شعارات خبيثة وخطيرة للغاية، والتي باتت سهامها موجهة للمؤسسة العسكرية بالدرجة الأولى، واليوم كما الأمس لم ولن تُفاجئني هُتافات من يدّعون أنهم “حراكيون” في الجزائر، بمن فيهم من وصفوا المخابرات الجزائرية بـ”الإرهابية”، وروّجت لتفاهاتهم بعض وسائل الإعلام الجزائرية “المستقلة عن الجزائر”، أو بالأحرى “المُنشقة عن الهوية الوطنية”، والترويج برأيي لم يكن عفويا أو اعتباطيا، بل يندرج في إطار المهام القذرة “مدفوعة الأجر” التي أُسندت لبعض أشباه السياسيين والإعلاميين، في محاولة بائسة ويائسة، للنيل من وحدة الجزائر وتماسك مؤسساتها، وزرع الشكوك في نفسية المواطن الجزائري، الذي برهن بقوة عن “كُفره” بمخابر الفوضى الخلاقة، وأدواتها وبيادقها في الداخل والخارج، وهذا برأيي ما جعل الأدوات المحلية بالأخص، تفقد توازنها واتزانها، وتنطلق في مغامرة سياسية انتحارية، في محاولة لضرب مؤسسات الدولة الجزائرية، بعد التفاف الشعب الجزائري حولها.

لا يخفى على أحد أن جهاز المُخابرات الجزائرية، تعرّض قبل مجيء الرئيس تبون إلى محاولة لتكسيره وتقزيمه من طرف العصابة، وبرغم ذلك صمد بفضل رجالاته المخلصين، لأن المخابرات في مفهوم من يعرفون قُوَّتَها، هو حصن منيع يحُول دون نجاح اختراقات بعض المتربصين بنا، وتنفيذ مؤامراتهم الهدّامة ودسائسهم الخبيثة. كما أنها تُشكل صمّام الأمان للجزائر ككل، فقد برهنت المخابرات الجزائرية، وهذا بشهادة الخارج قبل الداخل، أنها لعبت ولا تزال تلعب دورا إستراتيجيا في تأمين البلاد وحمايتها من براثن الإرهاب وجماعات الإجرام العابرة للقارات، والظاهر أن الجهاز أقلق بشكل كبير أعداء الجزائر في الداخل والخارج، لأن المخابرات الجزائرية، هي من تُقلّص هامش المُناورة والحركة، للمُتربّصين بأمن واستقرار البلاد، وبالتالي سوف لن ينجحوا في مؤامرة إلحاق الجزائر بكوكبة الدول التي عصف بها ودمّرها “الربيع العبري العربي”، وأقول ذلك، لأنّ الجزائر اليوم، وبرغم أنها باتت مُحاصرة إقليميا بالعديد من بؤر التوتر، إلا أنها والحمد لله لا تزال قوية، وقادرة على حماية حدودها، بفضل تضحيات الجيش الوطني الشعبي وكافة الأسلاك الأمنية بما فيها المخابرات، التي يحاول البعض شيطَنتها، لضرب مصداقيتها الكبيرة عند الشعب الجزائري، الذي ساندها في أحلك الأوقات وبالأخص إبان العشرية الحمراء في تسعينيات القرن الماضي ولا يزال إلى يومنا هذا، ليقينه أن ضرب المؤسسات الأمنية، يعني ضرب أمن استقرار البلاد قبل كلّ شيء.

شخصيا أرى أن إعطاء فعالية أكبر لجهاز المخابرات، أصبح أمرا حتميا وضروريا، لتمتين مناعة البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها، وبخاصة أننا نرى بعض من يدعون أنهم رموز الحراك، يجاهرون بولائهم لرؤساء وملوك في الخارج، وإن وصل أحدهم لا قدّر الله إلى الرئاسة، فلا نستبعد أن يفتح مزادا علنيا لبيع البلاد والعباد، بخاصة أنهم باعوا مواقفهم بشكل علني.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى