أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر
أخر الأخبار

لماذا يجب تفكيك وتصفية منظمات “الماك” و”رشاد” الارهابيتين بجدية

بقلم- جبريل عبد الواحد

الآن وبعد أن انقشع دخان حرائق الغابات في عدة ولايات من الوطن، وفي ولايات تيزي وزو وبجاية، على وجه الخصوص، فقد حان الوقت أن تسارع السلطات السياسية والأمنية إلى تفكيك حركتي “الماك” و”رشاد” والارهابيتين، حماية للأمن القومي للبلاد، وهذا من باب العمل الاستباقي قبل شروعهما في تحريك خلاياها النائمة وطنيا وقد تشرع في ضرب مصالح وطنية انتقاما لإفشال مخططها الاجرامي الأخير.

لا يمكن تصديق، أن قيادة الحركتين، المقيمة حاليا في باريس ولندن، تحت رعاية المخابرات الفرنسية والبريطانية والإسرائيلية والمغربية، وبدعم مالي سخي من حكومات هذه الدول، وبعد الجريمة البربرية المتمثلة في حرق #جمال_بن_اسماعيل، ستبتلع الضربة المزدوجة التي وجهت لهما من مصالح الأمن والمجتمع الجزائري بكل مكوناته، وأبطلت مخططاتها التخريبية لضرب الاستقرار الوطني.

لا يمكن تصديق أن “منظمة انفصال منطقة القبائل” وحركة “رشاد” الارهابيتين، ستعلنان توقيف أعمالهما من طرف واحد لمجرد ما حصل مؤخرا، بل الطبيعي، وهما عبارة منظمات مناولة لجهات خارجية باتت معروفة للشعب الجزائري، أن تنتقل للخطوة التالية، المتمثلة في استهداف مصالح جزائرية في الداخل وربما في الخارج كما عملت الكثير من التنظيمات الإرهابية التي عرفتها البلاد في عقد التسعينات وعلى رأسها الجماعة الإسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال.

سياسة افتعال الأزمات لإنهاك الدولة 

يصعب تصديق أن لا تكون واحدة من المنظمتين، أو كليهما، وراء كثير من الإحداث التي عرفتها البلاد خلال الأشهر الأخيرة، من حرائق وأزمة السيولة في البنوك ومؤسسة البريد وانقطاع للمياه ثم سلسلة الاحداث المفتعلة التي عرفتهخا العديد من القطاعات وخاصة منها الاقتصادية من تلاعب بالاسعار وندرة الكثير من المواد الاساسية منها الزيت والسميد والتهديد بازمة خبز، وتعطيل تلقيح الجزائريين رغم ووصول كميات من اللقاح كافية، قبل الوصول لاختلاق ازمة اوكسجين في المستشفيات وتفريغ العديد من خزانات الاوكسجين وتخريب بعضها في عدة مؤسسات صحية في عملية انهاك غير مسبوقة لمؤسسات الدولة، قبل الانتقال الى الجريمة الاكبر وهي اختلاق موجة حرائق مست كل ولايات شمال البلاد في نفس التوقيت وهو ما بينته التحقيقات الأمنية العديدة والتي استخدم في بعضها الاقمار الصناعية كما كشف عنه رئيس الوكالة الفضائية الجزائرية.

التحرك السريع للسلطات السياسية والأمنية، تفرضه الخصوصيات التي تميز الحركتين، وعلى رأسها ظروف النشأة والبيئة وبنية هاتين المنظمتين. فإذا كانت التنظيمات الإرهابية المسلحة التي برزت في بداية التسعينات، قد تشكلت في ظروف جد خاصة بعد وقف الانتخابات التشريعية للعام 1991، فإن التركيبة الحالية مختلفة تماما، حيث تتكون حركة “الماك” الإرهابية من تيار عنصري انفصالي قام بالسطو على منطقة بأكملها من الوطن، وراح يمعن في ترهيب ساكنتها في ظل ظروف معينة عرفتها البلاد خلال عقدين من حكم الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، وعدد كبير من مكونات “الماك” لم يكن يخفى تواجده في الإدارات والمؤسسات الحكومية وحتى الخاصة، معتقدا أنه صاحب حقوق مهضومة وحان الوقت للجهر بها وعلى رأسها الانفصال، كما كان يتحدث عن ذلك بكل تبجح أحد المتهمين الذين تم توقيفهمم في قضية حرق الشاب #جمال_بن_اسماعيل .

قد يكون التحقيق في قضية حرق الغابات وحرق #جمال_بن_اسماعيل ، قد فتح الباب نحو معرفة هذه التنظيمات الإرهابية التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على الدولة الجزائرية، ولكن إزالة هذا الخطر يتطلب ضرورة المضي في المسعى إلى نهايته بإجتثاث كلي لهذا السرطان، وفضح الجهات التي تحميه في الداخل والتعامل بحزم مع الدول التي ترعاه في الخارج، ومطالبتها بتسليم عناصره في أقرب وقت وبدون أي شرط أو قيد، خاصة أن أغلب الدول الراعية للمنظمتين أو التي تستقبل قيادتها وعناصرها هي دول معروفة بعلاقاتها مع الجزائر التي تملك أوراق ضغط عديدة في صالحها.

ليس كل الجالية الجزائرية في كندا والولايات المتحدة الامركية وبريطانيا وبلجيكا وفرنسا واسبانيا وحتى المغرب، ليس كلهم من عناصر الماك ورشاد والارهابيتين، ولكن هذا لا يعفي الدبلوماسية الجزائرية والمؤسسة الأمنية الوطنية في لعب الدور المطلوب في التعامل مع الامر بجدية أكثر من تلك التي كانت خلال 20 سنة من حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

يعتقد الألاف من الشباب في الجزائر أن الانخراط في عضوية “الماك” الإرهابية يفتح لهم الطريق نحو أوروبا، وهذا ما يتطلب التعامل بحزم مع هذه النقطة بما يقتضيه الأمر من حزم.

لا يمكن أن يتحقق السلم الوطني وحماية الوحدة الوطنية بالصمت عن جريمة بربرية مثل ما حصل في منطقة تيزي وزو، ولن يتحقق اطلاقا ذلك، إلا برفض صريح ليس فقط للفعل الهمجي البربري المذكور، بل وأيضا بالتعبير عن رفض مطلق وشامل وغير مشروط وبدون تحفظ أو تردد أو قيد من طرف كل النخب السياسية والاقتصادية والثقافية، لوجود منظمة يمينية عنصرية إرهابية تزعم “السمو العرقي” في أي منطقة من مناطق الجزائر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى