اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدر

عبد المجيد تبون: “لن نصطدم برجال الأعمال ولكن الدولة دولة والمال مال”

عبد الوهاب بوكروح

خاطب الوزير الأول عبد المجيد تبون، الجزائريين بصراحة غير معهودة بخصوص الظرفية الاقتصادية التي تمر بها البلاد من جراء التراجع الحاد في موارد الميزانية.

وقال عبد المجيد تبون، خلال تقديم مخطط عمل حكومته أمام 452 نائبا بالبرلمان مساء الثلاثاء 20 يونيو من بين 462 الذين يعدهم المجلس، إن الجزائر ودعت البحبوحة منذ 2014، مضيفا “نحن في وضع يمكن أن نقول أنه مقبول”.

وتحدث الوزير الأول الذي بدأ تقديم مخطط حكومته في حدود 22.45 سا، بنبرة جدية لم يتعود المجتمع ولا الرأي العام على الاستماع لمثلها منذ سنوات من رؤساء الحكومات السابقة، مؤكدا على أن الجزائر بلد الحريات وستظل كذلك مستقبلا ومن حق أي مواطن أن يخوض في الأعمال أو السياسة أو يمارس الاثنين دون الجمع بينهما في وقت واحد.

وستعمل الحكومة على التفريق بين المال والسلطة في إطار قواعد عديدة لتأطير الحالات المتعلقة باستغلال النفوذ لتحقيق مآرب شخصية، مضيفا أن هناك مجهود خاص ستقوم به الحكومة في إطار مخططها يهدف إلى “أخلقة أكثر للحياة العامة باعتماد قواعد جديدة لتأطير الحالات المتعلقة باستغلال النفوذ لتحقيق مآرب شخصية وحالات التنافي في الهيئات المنتخبة والدمج بين المجالات السياسية والاقتصادية والجمعوية.

 

لا يوجد صدام برجال الأعمال

رد الوزير الأول على “الأصوات التي تروج هنا وهناك” لوجود “صدام برجال المال”، حيث فند ذلك جملة وتفصيلا من خلال إعطاء ضمانات مباشرة وصريحة لرجال الأعمال وأصحاب المال، مشددا على أن حكومته مقتنعة بأن الثروة تأتي من خلال الأعمال، ولكن الحكومة ستفرق بين المال والسياسة.

وأكد تبون على أنه لا مجال للخلط بين الأعمال والسياسة، مضيفا بعبارة صريحة أن “المال مال والدولة دولة”، وأن المقصود هو أن لا يتوغل المال في السياسة، فكل له فلك يسبح فيه بدون تداخل.

وأستطرد عبد المجيد تبون، أمام نواب البرلمان، إنه خلافا للرؤية السوداوية للبعض، فإن مؤشرا ت التنمية البشرية تضع الجزائر في مقدمة الدول الناشئة، مضيفا أن الرهان هو أن نعي التحول الحاصل في المجتمع الجزائري.

وقال تبون، “إن النجاح سيكون حليف هذه الحكومة التي سيحسب لها أنها ساهمت في جعل الوطن يتجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها”، مشيرا إلى تراجع موارد الدولة بـ50% في ظرف 3 سنوات من جراء الأزمة المالية، وعلى الرغم من ذلك حافظت البلاد على احتياطات بالعملة الصعبة فوق 100 مليار دولار، مشددا على ضرورة كسب رهان تعميق مسار الإصلاحات في جميع المجالات وتطبيق التعديلات التي جاء بها دستور 2016 في جميع الميادين، وخاصة في المجال السياسي والحريات الجماعية والفردية وحرية الإعلام وضبط الصحافة المكتوبة والسمعي البصري وتنصيب مجلس أعلى لأخلاقيات المهنة وضبط الصحافة المكتوبة.

 

الجزائر دولة اجتماعية منذ 1954

أكد تبون، على مواصلة التكفل بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، مشددا على أن الجزائر دولة اجتماعية منذ 1954 وستظل دولة اجتماعية وفاء لنوفمبر الشهداء والمجاهدين، وأنها لن تتخلى عن دعم ومساعدة الفئات المحتاجة فعلا، حيث ستواصل إنجاز وتوفير 1.6 مليون وحدة سكنية والقضاء على السكن الهش عبر التراب الوطني والتكفل بالصحة والتربية وتعزيز النقل بالسكك الحديدية والنقل البحري وتعزيز أداء المطارات الكبرى بجعلها مطارات عبور رئيسية والتكفل بضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المدى البعيد بوضع ترتيبات مالية جديدة لتحفيز المستثمرين في مجال الطاقات المتجددة وتعزيز قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتشغيل الشباب وتوسيع وإصلاح نظام الضمان الاجتماعي بتسجيل 3 ملايين مؤمن له جديد وإحداث التقاعد التكميلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى