الجزائرالرئيسيةسلايدر

سلال يرمي المنشفة؟

نسرين لعراش

أعلنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط ظهر الثلاثاء 20 ديسمبر عبر صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي تراجعها عن القرار أحادي الجانب القاضي بخفض مدة العطلة الشتوية من 15 إلى 10 أيام فقط، وهو القرار الذي أعقب خروج التلاميذ إلى الشارع.

تراجع وزيرة التربية تقرر بعد تدخل رئاسة الجمهورية لوضع حد للقرار الذي كاد أن يتسبب في انفجار الأوضاع، حيث اعتبرت أكثر من جهة بأن الكثير من ممارسات الحكومة تمثل استفزازا للشارع كنتيجة لعدم قدرة الوزير الأول عبد المالك سلال على فرض الانضباط على العديد من وزراء حكومته.

ولم يعد خافيا حتى على المواطن العادي أن بعض الوزراء في واد والوزير الأول عبد المالك سلال في واد أخر، ومنهم وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوراب ووزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، بحجة قربهم من محيط الرئيس.

وفي عرف العمل الحكومي، أن وزير التربية لا يقرر لوحده عندما يتعلق الامر بمواقف قد ينجر عنها ضرب الاستقرار والأمن الاجتماعي، حيث يفترض طرح الموضوع للنقاش داخل الحكومة ورفعها للجهات الأعلى عبر الوزير الاول، قبل أصدار القرار النهائي.

وليس المرة الأولى التي تتراجع فيها بن غبريط منذ بداية العام، فقد تراجعت عن قرار اصلاح نظام الباكالوريا الذي أقرته هو الاخر من طرف واحد على الرغم من الانتقادات الكبيرة من المختصين والشركاء الاجتماعيين.

وقال مصدر رفيع لـ”الجزائر اليوم”، إن الوزير الأول عبد المالك سلال بدأ في خسارة مواقعه منذ بداية 2015 صالح العديد من الوزراء من جهة ومنتدى رؤساء المؤسسات من ناحية ثانية، مضيفا أن الحادث الذي شهده المنتدى الإفريقي للاستثمار مطلع الشهر الجاري كان الخلاصة التي دفعت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الردعية والتي بدأت مع وقف عدة ولاة وستصل سريعا جدا إلى الحكومة.

ويشدد المصدر على أن الظرف المالي والاقتصادي الصعب للغاية يمثل أكثر تحدي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي لم يعد ينظر إلى أداء سلال بعين الرضى بعد أن بلغته تقارير دقيقة للغاية تفصل في فتور الأداء الاقتصادي والاجتماعي طيلة الفترة السابقة التي أضطر خلالها الرئيس لتقليل ظهوره بسبب ظرفه الصحي.

وأضاف المصدر أن حجة قرب المواعيد الانتخابية التي يتذرع بها البعض لم تأتي أكلها مع الرئيس الذي وجد أن الجهات التي كانت محل ثقته تخلت عن التزاماتها المهنية التي عينت من أجلها وانخرطت في سباق الرئاسيات وبناء التحالفات قبل 3 سنوات من موعدها هذا فضلا عن عجزها التام في تسيير الشأن العام الذي بات لا يخفى على أحد والذي يمكن أن يفسر ايضا بأنه الرغبة في ترك الأمور تتعفن أكثر لحاجة في نفس أصحابها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى