العالم

الأمم المتحدة تسحب أول تقرير يصف إسرائيل بدولة ابارتهيد؟

سارعت إسرائيل إلى الترحيب باستقالة وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة العامة التنفيذية لمنظمة “الإسكوا” ريما خلف من منصبها.

وجاءت استقالة ريما خلف بعد أن طالبها الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش بسحب التقرير الذي أصدرته الإسكوا يوم الأربعاء الماضي والذي وصف إسرائيل بدولة التفرقة العنصرية.

لكن خلف قدمت استقالتها رافضة سحب التقرير.

واتهم التقرير الأممي الذي نشر الأربعاء 15 مارس، إسرائيل بفرض نظام الأبارتهيد للتمييز العرقي ضد الشعب الفلسطيني.

وخلص التقرير الصادر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة (إسكوا)، إلى أن “إسرائيل أسست نظام أبارتهيد يهيمن على الشعب الفلسطيني بأكمله”.

وأضاف التقرير أن “استراتيجية تفتيت الشعب الفلسطيني هي الأسلوب الرئيسي الذي تفرض به إسرائيل الأبارتهيد، بتقسيم الفلسطينيين إلى أربع مجموعات تتعرض للقمع من خلال قوانين وسياسات وممارسات تتسم بالتمييز، التقرير ثبت على أساس تحقيق علمي وأدلة لا ترقى إلى الشك أن إسرائيل مذنبة بجريمة الأبارتهيد”.

وحدد التقرير المجموعات الأربع بأنها: الفلسطينيون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية والفلسطينيون في القدس الشرقية والفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة والفلسطينيون الذين يعيشون في الخارج كلاجئين أو منفيين.

وقالت ريما خلف وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والسكرتيرة التنفيذية لـ(إسكوا) إن التقرير هو “الأول من نوعه الذي يصدر عن إحدى هيئات الأمم المتحدة ويخلص بوضوح وصراحة إلى أن إسرائيل دولة عنصرية أنشأت نظام أبارتهيد يضطهد الشعب الفلسطيني”.

ووضع التقرير ريتشارد فولك وهو محقق سابق للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية وفرجينيا تيلي وهي أستاذة في العلوم السياسية بجامعة ساذرن إيلينوي.

وقبل أن يغادر منصبه مقررا خاصا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية في 2014 قال فولك إن السياسات الإسرائيلية تنطوي على سمات غير مقبولة من الاستعمار والفصل العنصري والتطهير العرقي.

 

تل أبيب وواشنطن تنتقدان التقرير وغوتيريش يتبرأ منه

التقرير أثار انتقادات عدة حيث رفضته إسرائيل وانتقدت الاتهام بشدة، واصفة إياه بأنه “منشور دعائي نازي معاد بشدة للسامية”، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إيمانويل نحشون.

كما انتقدت الولايات المتحدة التقرير، وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي في بيان “أمانة الأمم المتحدة محقة في النأي بنفسها عن هذا التقرير لكن عليها أن تذهب إلى مدى أبعد وتسحب التقرير برمته”.

من جانبه قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين في نيويورك إن التقرير نشر دون أي تشاور مسبق مع أمانة الأمم المتحدة، “التقرير بشكله الحالي لا يعكس وجهة نظر الأمين العام أنطونيو غوتيريش”، مضيفا أن التقرير نفسه يشير إلى أنه يعكس وجهة نظر واضعيه.

 

من هي هذه السيدة:

ريما خلف-الهنيدي (ولدت عام 1953 متزوجة ولها ولدان)، اقتصادية وسياسية أردنية، حاصلة على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية في بيروت والماجستير والدكتوراه في علم الأنظمة من جامعة “بورتلند” الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية.

اختيرت من قبل صحيفة “الفايننشل تايمز” كإحدى الشخصيات الخمسين الأولى في العالم التي رسمت ملامح العقد الماضي.

شغلت حتى استقالتها يوم الجمعة، منصب الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الإسكوا” في بيروت، وقدمت استقالتها بعد قرار الأمين العام للأمم المتحدة سحب تقرير أصدرته اللجنة قبل أيام، يدين الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت خلف قالت في حفل إطلاق تقرير “الإسكوا” الذي حمل عنوان “التكامل العربي: سبيلا لنهضة إنسانية” في تونس، في شباط الماضي، إن “أشكال الاستباحة الخارجية للحقوق والكرامة العربية تتعدد، ويبقى أسوأها الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان السوري، وأراض لبنانية.. احتلال يستمر دون رادع في خرق سافر للقرارات والمواثيق الدولية”.

 

شغلت خلف العديد من المناصب والمواقع بينها:

– وزيرة الصناعة والتجارة في المملكة الأردنية الهاشمية 1993 – 1995.

– وزيرة التخطيط في المملكة الأردنية الهاشمية 1995 – 1998.

– وزيرة التخطيط ونائب رئيس الوزراء 1999 – 2000.

– مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ومديرة إقليمية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2000 – 2006.

– رئاسة المجلس الاستشاري لصندوق الأمم المتحدة للديمقراطية 2006-2007.

– شاركت في لجنة تحديث إدارة مجموعة البنك الدولي 2008-2009.

– المجموعة الاستشارية لمشروع إدارة الأمن العالمي 2007-2008.

– باحثة زائرة في جامعة هارفارد لربيع 2009-2010.

كما أطلقت سلسلة “تقرير التنمية الإنسانية العربية”، وقد حاز العدد الأول من هذه السلسلة “خلق الفرص للأجيال القادمة”، على جائزة الأمير كلاوس في عام 2003، ونال العدد الثالث منها “نحو الحرية في الوطن العربي” جائزة الملك حسين للقيادة في عام 2005.

– حازت على جائزة جامعة الدول العربية للمرأة العربية الأكثر تميّزاً في المنظمات الدولية عام 2005، وشهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 2009 تقديرا لما أطلقته من مبادرات للمنطقة في التعليم، وحقوق الإنسان والمشاركة المدنية، والنمو الاقتصادي.

 

المصدر: وفا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى