الجزائرالرئيسيةسلايدر

رشاد و الماك تخططان لإراقة دماء الجزائريين

بقلم - محمد يوسفي

لم نسمع تنديدا صريحا ولا حتى استنكارا للعمليات الإرهابية التي عرفتها الجزائر لأزيد من عقدين من الزمن والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 150 ألف ضحية، من طرف قيادات ما يسمى منظمة “رشاد” ذات الصلات الوثيقة بتنظيمات إرهابية دولية، و التي تتخذ من لندن وجنيف مقرا لها و تتحرك تحت أعين أجهزة استخبارات غربية تزعم حربها على الإرهاب العالمي.  

وبالعكس تماما، يردد قادة حركة رشاد على غرار محمد العربي زيطوط ومراد دهينة،  ومنظمة الكرامة المقربة من الحكومة القطرية، ولها روابط قوية مع جماعات إسلامية تركية تدعم الإرهاب الممارس ضد الشعب السوري، أن مسؤولية العنف الذي عرفته الجزائر تسعينات القرن الماضي، وتعيشه دول على غرار سوريا وليبيا مصدره الأنظمة الحاكمة وجيوشها النظامية، وهي الرواية التي تعمل أنظمة غربية ودول خليجية معروفة بمسؤوليتها في الحرب الكونية على الشعب السوري والعراقي والليبي واليمني، على الترويج لها في قنواتها.

ولسنوات طويلة عاش الشعب الجزائري عملية رهيبة لزرع الشك من خلال الترويج لأطروحة من يقتل من؟ والتي عملت على الترويج لها منظمات ولوبيات في داخل الجزائر وخارجها في محاولة بائسة للتغطية على جرائم الإرهابيين وتقديمهم على أنهم مجرد مجموعات بريئة تعرضت للاضطهاد، ولم تحمل السلاح سوى من أجل الدفاع عن حقها في الحياة ضد نظام عنيف يمارس العنف للبقاء في السلطة ويرفض تداولها سلميا، وهو ما يقوم به نشطاء التيار الإسلامي الذين تمكنوا من مغادرة البلاد نحو دول أوروبية وانخرطوا في المعارضة بالتنسيق مع مخابرات بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والمغرب ودول خليجية ضد بلدهم وعلى رأسهم نشطاء حركة رشاد التي تعمل بقوة على تزعم الحراك في كل من باريس ولندن وحتى داخل الجزائر والسيطرة عليه وتحويله عن مطالبه الأصلية التي انطلق من أجلها وهي منع الرئيس السابق من الترشح لعهدة خامسة.

رشاد عميلة للاستعمار الجديد والصهيونية العالمية

وعلى الرغم من العلاقات الإيديولوجية و الجيو-إستراتيجية، التي تربط حركة رشاد مع تنظيمات الإرهاب الدولي، من جهة تخريب وتحطيم وتركيع كل الدول التي ترفض دكتاتورية الاستعمار الجديد والصهيونية العالمية، إلا أن حركة رشاد تسعى لتقديم نفسها على أنها حركة سلمية رافضة للعنف وهذا ما يتعارض مع دعوات قادتها للعنف ضد الشعب السوري والليبي وتدخل حلف الناتو لتدمير تلك الدول بحجة محاربة أنظمة الطغيان.

ومعروف أن قادة رشاد الذين ينشطون من لندن وباريس وجنيف واسطنبول، كلهم من نشطاء جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة، مما يجعل حركة رشاد هي الصورة الحديثة للحزب المحظور، وهم اليوم يسعون لاستمالة الشباب الذي ولد بعد منتصف التسعينات ممن يجهلون تفاصيل عشرية الدم والدمار التي عرفها الشعب الجزائري، ويدفعون هؤلاء الشباب إلى رفع شعارات الحركة التي تصفهم بالأحرار لاقتيادهم إلى المحرقة في نهاية المطاف كما فعلت قناة الجزيرة والعربية وفرانس 24 بالشعوب العربية خلال العشرية الأخيرة تحت يافطة الربيع العربي.

والغريب أن بعض الشبان وخاصة خلال مسيرات الجمعة والثلاثاء (مسيرات الطلبة) كانوا يرددون شعارات يتم تأليفها من طرف قادة رشاد في لندن وباريس وجنيف واسطنبول، والأغرب هو كيف تحالفت حركة أصولية على بعد خطوة واحدة من التنظيمات الإرهابية الدولية المعروفة مع حركة علمانية مثل حركة الماك التي أسسها من باريس فرحات مهني سنة 2003.

الجيش يحمي الحراك المبارك لمنع تكرار سيناريو التسعينات

ومن منطلق التجربة المؤلمة لفترة العشرية التي دفع ثمنها الشعب الجزائري وقواته النظامية وجيشه من حيث عدد الشهداء الذين سقطوا أو من حيث التخلف الذي تكبدته البلاد، رفض الجيش السقوط في الفخ وقام بحماية الحراك المبارك، وهو ما دفع قادة حركة الماك ورشاد إلى استهداف قادته ومحاولة جرهم مرة أخرى للعنف حتى يسهل لهم دعوة حلف الناتو إلى التدخل والقضاء النهائي على الجيش الجزائري كما حصل مع الجيش العراقي والسوري والليبي، وهو ما تغطيه رشاد والماك وبعض المتحالفين معهم من ديمقراطيين والمرتبطين مع منظمات دولية لصناعة الثورات الملونة بغطاء “مدنية ماشي عسكرية” وأحيانا بالدعوة إلى استعمال العنف في الخروج في مسيرات خلال فترة الحجر الصحي بعد جائحة كوفيد 19 أو فتح المساجد المغلقة بالقوة بحجة إقامة الشعائر الدينية، وهي خطة لاستدراج مصالح الأمن لتطبيق القانون وتصويرهم على أنهم يمارسون العنف ضد المتظاهرين السلميين.

في الحقيقة أكثر ما يهم رشاد والماك للمتصهين فرحات مهني، الذي دعا  إلى تأسيس مليشيات مسلحة لمحاربة ما وصفه بـ “الاستعمار الجزائري لمنطقة القبائل”، هو جر الحراك إلى استعمال العنف وإطلاق شرارة حرب أهلية تأتي على شيء خدمة لمشغليهم من وراء البحر الذين يحلمون بالعودة مرة أخرى باستخدام تنظيمات إسلامية عميلة تتميز بالغباء، تبين وجهها الحقيقي في سوريا وليبيا وهي تفتح الطريق للاستعمار الجديد والصهيونية العالمية تحت غطاء إقامة “دولة مدنية” وهو الشعار الذي يغطي الرغبة في إقامة “دولة إسلامية” في مفهوم رشاد ومشغليها من مشايخ الخليج وقادة تركيا الجدد الحالمين ببعث أمجاد الدولة العمانية التي يخططون لإقامتها بحلول العام 2050.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى