أراء وتحاليلالرئيسية

“رشاد” و”الكرامة” تسعيان لتحويل الحراك إلى تنظيم إرهابي مسلح

دعا الإرهابي المقيم بتركيا رضا بودراع، إلى تسليح الحراك في إطار ما اسماه “بتوازن الرعب بين الشعب والدولة” من أجل “الدفاع عن النفس”. وتعتبر دعوة الإرهابي المقرب من جبهة النصرة، وعضو منظمة “الكرامة” التي مقرها جنيف السويسرية، بمثابة الدعوة الصريحة إلى تحويل الحراك الذي أنطلق في 22 فبراير 2019 سلميا إلى العمل المسلح على شاكلة ما يحصل في سوريا وليبيا.

 بقلم – عبد الخالق المحمدي  

ومعروف أن منظمة “الكرامة” تابعة لدولة قطر وتقوم منذ انطلاق موجة “الربيع العربي” بتمويل المجاميع الإرهابية في سوريا وليبيا ودول عربية عديدة، وهي تنظيم ينتمي إليه كل من حسن الدقي الإرهابي الإماراتي الذي أسس في 2013 معسكرا   لتدريب الإرهابيين التابعين لمليشيا لواء الأمة، وقائد الجيش الحر في سوريا رياض الأسعد و محمد العربي زيطوط، ويرأسها مراد دهينة الذي يتزعم أيضا حركة “رشاد” التي تسعى منذ فترة ليست بالقصيرة إلى السيطرة على الحراك في الجزائر بعدم قطري تركي إسرائيلي فرنسي مغربي.

وأعقب التصعيد الخطير ضد الجزائر، قيام الحكومة التركية بنقل ألاف المقاتلين العرب من سوريا إلى ليبيا، فيما يتم العمل محليا على استغلال وباء كورونا لخلق فوضى عبر دفع الأطباء والممرضين إلى التمرد بحجة الامتعاض من ظروف العمل واحتجاجا على عدم توفير الحكومة للحماية للأطقم الطبية وفشلها في توفير إمكانات العمل اللازمة لمكافحة وباء كوفيد 19.

وشرعت عدة مجموعات على صلة بالحركات المذكورة التي مقرها دول أوروبية وشرق أوسطية في تحويل صفحات على شبكة التواصل الاجتماعي كانت مخصصة لدعم الحراك إلى صفحات خاصة بالترويج لـ”حراك الأطباء والممرضين” في الجزائر والذي شرعت في تسميته “الحراك الثاني”، وهذا بعد فشل الحراك الأول في إسقاط الجزائر في دوامة الفوضى.

وتقرر أخيرا الانتقال وبسرعة إلى تطبيق النموذج السوري والليبي بالقوة المسلحة بتحريك من نفس الجهات وباستخدام نفس العملاء المقيمين في لندن وباريس وسويسرا وقطر وتركيا والمغرب، وهو ما لم يصبح خافيا على أحد حيث يتم العمل منذ فترة غير قصيرة على احتواء الحراك وتزعمه من طرف حركة “رشاد” رأس حربة تنفيذ أجندة الربيع العربي في الجزائر.

لماذا تريد مخابرات قطر وتركيا والمغرب سيطرة “رشاد” على الحراك؟  

تقاتل مصالح الاستخبارات التي تقف وراء الحراك بشراسة، من أجل عدم خروج منظمة “رشاد” من الحراك مهما كلف الثمن، على اعتبار أن تحييد “رشاد” يعني خسارة جهود حوالي 20 سنة من استثمار الدول التي تقف وراء مشروع الشرق الأوسط الكبير ومناوليهم في المنطقة وعلى رأسهم قطر وتركيا وإسرائيل والمغرب وزبائنهم من القيادات التي صنعتها هذه الدول داخل الحراك وإبرازها محليا قبل فضح هذه المنظومة المتكاملة من قبل الدكتور أحمد بن سعادة في كتابه «من هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم قادة للحراك الجزائري؟».

لقد حطم أحمد بن سعادة، الواجهة الديمقراطية المغشوشة لمنظمة ” رشاد” والمتمثلة في بعض المحسوبين على التيار الديمقراطي في الجزائر ومنهم مصطفى بوشاشي وزبيدة عسول ومحسن بلعباس وكريم طابو، وأحزاب ما يسمى البديل الديمقراطي الذي انفرط عقده مؤخرا، حيث تم فضحهم وفضح زواجهم المنافي لقوانين الطبيعة، بين تنظيمات “الكرامة” و”رشاد” الإسلامية والقريبة من الحركات الإرهابية في سوريا وليبيا مثل جبهة النصرة وغيرها، وأحزاب ديمقراطية في الجزائر على غرار التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية وحتى بعض حركات اليسار، مما يفضح انخراط هؤلاء في مخطط استهداف الجزائر وجرها نحو مشروع الشرق الأوسط الكبير وهو ما يعري حقيقة الحراك ونية التيار الذي يصر على بعثه رغم ما تعيشه البلاد من جراء جائحة كورونا.

وسعت حركة “رشاد” لإتهام الحكومة باستغلال وباء كورونا لمنع الحراك، بل وعملت بكل قوة للتشكيك في وجود الفيروس أصلا، وهذا في سياق خطة خبيثة تتمثل في الدفع بالجزائريين للتمرد وخرق الإجراءات الصحية وصولا إلى انهيار المنظومة الصحية، ثم اتهام الحكومة بالعجز والقصور في مجابهة الوباء وحماية المواطنين، وبعد فشل هذه الخطة تحولت “رشاد” إلى استهداف مباشر للمنظومة الصحية والأطقم الطبية مباشرة عبر التهجم على الأطباء والشبه الطبيين وتصوير فيديوهات داخل المستشفيات وبثها لزرع الريبة وتغليط الرأي العام.

منظمة “الكرامة” أداة إرهابية للتآمر على الجزائر

تستخدم المخابرات القطرية والتركية والإسرائيلية والمغربية منظمة ” الكرامة” القطرية التي تأسست في جنيف عام 2004، لاستهداف دول عربية منها سوريا وليبيا والجزائر.

وتختفي المنظمة التي مقرها جنيف، تحت غطاء العمل الخيري، عبر تمويلات بلغت 3.5 مليون دولار على مدار 10 سنوات الماضية، وتدعم المنظمة حركة “الماك” الانفصالية التي تنشط من فرنسا وكندا، وهو ما يفسر تحالف “رشاد” وأحزاب مثل التجمع من الثقافة والديمقراطية وحركة “الماك” الانفصالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى