الجزائرالرئيسية

رابطة علماء الساحل تصدر أول دليل علمي لمكافحة التطرف

لخضر ناجي

أصدرت رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساجل, كتاب “الدليل العلمي و العملي للوقاية من الغلو و التطرف”, يرمي إلى مكافحة المنابع الفكرية للإرهاب بالمنطقة.

وتم الإعلان عن الدليل خلال ندوة نظمت اليوم بالجزائر العاصمة, تحت اشراف  وزير الشؤون الدينية والأوقاف, يوسف بملهدي, الطي قال في كلمته الإفتتاحية, “إن المفاهيم والتفاسير الخاطئة للدين شكلت أساسا للانحراف نحو الفكر المتطرف والعنف؛ لذلك كان مهما تصحيحها”.

و أضاف بلمهدي,”أهمية حماية جيلنا والأجيال القادمة من مخاطر التطرف والغلو, وكل ما أنتجته اللوبيات والعصابات ومخابر الإرهاب وصدرته لإفريقيا والعالم ككل, يتطلب منا اليوم, محاولة فهم ما حدث ويحدث, للوصول إلى تحقيق المصالح المشتركة والتعايش سوية بعيدا عن مظاهر النزاع والاقتتال”.

وتابع وزير الشؤون الدينية يقول “محاولات القوى المدمرة, تغيير شكل الإرهاب ونقله من منطقة لأخرى, تحول إلى مصيدة وقعت فيها نفس الجهات التي عملت على تصدير العنف إلى الغير, لاسيما إلى القارة الإفريقية تلك الجوهرة السوداء, التي تعاني من الفتن المفتعلة التي خلفت الدمار”.

من جانبه، دعا أبو بكر والار رئيس رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساجل،  إلى إدراج الدليل العلمي والعملي في المناهج التعليمية لدول المنطقة, قصد تخريج مواطنين صالحين.

ونبه والار، إلى أن الفكر المتطرف, ليس المسؤول الأول عن انتشار آفة الإرهاب بدول الساحل فهناك أسباب اقتصادية واجتماعية، كالفقر وغياب التنمية، تلعب دورا في إلقاء الشباب اليائس في أحضان الجماعات الإرهابية”.

وأكد أن الإرهاب, ظاهرة غريبة, عن منطقة الساحل المعروفة بالقيم السمحة والاعتدال، لافتا إلى أن “الدليل يعزز قيم الوسطية والرحمة وحرمة المسلمين ودمائهم وممتلكاتهم”.

وتعتبر الرابطة  أكبر تجمع لعلماء وشيوخ منطقة الساحل، وتأسست بالجزائر في 30 جانفي 2013, بـهدف نشر مبادئ الإسلام السمحة ونبذ التطرف الديني, في دول الساحل “المستهدفة على غرار كل البلدان الإسلامية في دينها ووحدتها الترابية ومبادئها الدينية”، وفق بيان تأسيسها.

والدليل المعلن اليوم، عبارة عن كتاب من 111 صفحة، أعدته اللجنة العلمية للرابطة في ثلاثة فصول هي: “المصطلحات”، و”القيم والأخلاق الإسلامية”، و”تصحيح المفاهيم ورد الشبهات”.

ويقدم الدليل تعاريف لحوالي 26 مفهوما ومصطلحا، مثل “الدين والتدين”، و”الاختلاف والفرقة”، و”القتال والجهاد”، و”الدعوة”، و”الأمة والمواطنة” و”الغلو”.

وأفرد فصلا خاصا، “لتصحيح المفاهيم ورد الشبهات”، على غرار الفتوى في الإسلام و”الغلو والتكفير”، و”الولاء والبراء” و”التبديع والتفسيق”.

وتشهد منطقة الساحل الإفريقي خلال السنوات الأخيرة نشاطا مكثفا لجماعات إرهابية محسوبة على تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، يقول خبراء إنها استغلت الهشاشة الأمنية والنزاعات والفقر بدول المنطقة لتوسيع نشاطها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى