اتصالالجزائرالرئيسيةحواراتسلايدر

حلوان محند السعيد: تضحيات رجال 80 هي من صنعت الأمازيغية اليوم

حاوره :وحيد جودي

كشف حلوان محند السعيد، أن التضحيات التي قدمها رجال 80 هي من أثمرت الآن الأمازيغية كلغة رسمية ووطنية لأن الجميع كان يخاف من الحديث في تلك الفترة بالقبائلية أو الامازيغية، لكن إيمانهم بقدرة تحقيق مطلب لطالما كان مميزا جعلهم يدافعون بأرواحهم من أجل تجسيده على الأرض، معتبرا في حوار مع “الجزائر اليوم” أن الاستفزازات انطلقت في نهاية السبعينات بمنع ايت منقلات  من اقامة حفل فني في تيزي وزو وبعده كاتب ياسين من عرض مسرحية في ذات المدينة ولكن القطرة التي أفاضت الكأس هي منع مولود معمري من إلقاء محاضرة في جامعة واد عيسى.

حلوان محند السعيد
حلوان محند السعيد

نود أن نعرف كيف بدأت  أحداث الربيع الامازيغي ؟

البداية كانت في شهر ماي 1979 لما منع الفنان لونيس ايت منقلات من اقامة حفل فني في جامعة واد عيسى من طرف السلطات المحلية وبمناسبة يوم الطالب المصادف لـ19 مايو، ورغم أن ايت منقلات كان حاضرا في المكان مبكرا إلا أن السلطات طلبت منه  العودة من حيث اتى خشية من انقلاب الجامعة رأسا على عقب بالنظر الى شعبية هذا الفنان في منطقة القبائل، وهذا ما استغربناه كثيرا في تلك الفترة واعتبر بمثابة استفزاز اولي من طرف السلطة  للطلبة وبعدها تم منع كاتب ياسين من اقامة عرض مسرحي في ذات الجامعة ما اشعل النار كثيرا وجعل الطلبة يجتمعون حاذ  القرار اللازم والرد على استفزازات  السلطات المحلية

وماذا حدث فيما بعد ؟

لقد تم الاجتماع وهذا بفضل الطالب طاري لعزيز الذي كان من بين المسجونين في البرواقية فيما بعد من أجل اتخاذ القرار النهائي، بشأن هذه الاستفزازات التي كان لها صدى من طرف طلبة الجامعة وحتى سكان منطقة القبائل الذين استفسروا عن الوضع والأسباب التي جعلت السلطات  تمنع ايت منقلات أولا، وبعدها كاتب ياسين ثانيا، ليتيم عقد جمعية عامة للحديث عن هذه المسالة لتشتعل فيما بعد الامور لأن القطرة قبل أن تأتي القطرة التي أفاضت الكأس هو اعتقال مولود معمري في بوخالفة لما كان متوجها لإلقاء محاضرة في الجامعة.

يعني السبب الرئيسي هو اعتقال مولود معمري من طرف السلطات ؟

بالطبع لكن قبل ذلك  تم الرد على هذا الاستفزاز بمسيرة  في العاصمة يوم 7 افريل 1980 شاركت فيها انا شخصيا إضافة إلى جمال زناتي، طاري لعزيز وآخرون لنعتقل في الجامعة المركزية من طرف السلطات الأمنية لكن سرعان ما تم الافراج عنا والعودة الى تيزي وزو من أجل مواصلة الحركات الاحتجاجية لتشتعل الأمور فيما بعد وهذا بمساهمة فعالة من كل سكان منطقة القبائل.

ماهي مطالب الطلبة في تلك الفترة  بعد اندلاع الأحداث ؟

كانت المطالب تتمحور حول المزيد من الحريات الفردية والجماعية من جهة وتبني حق حرية التعبير لأن هناك صعوبة كبيرة وعنصرية اتجاه سكان منطقة القبائل في تلك الفترة حيث بمجرد النطق بكلمة امازيغية يزج بك في السجن إضافة إلى المطلب الرئيسي جعل اللغة الامازيغية وطنية ورسمية والاستفادة من نفس الامتيازات التي كان عند اللغة العربية.

كيف تبنت الحركة الثقافية البربرية القضية ؟

لقد كانت في البداية مشكلة من مجموعة من الطلبة لكن كان علينا الاستنجاد بأشخاص ذوي خبرة لتفعيل القضية اكثر في الميدان وكان شقيق سعيد سعدي محند سعدي، كان من بين المبادرين الى انشاء هذه الحركة الثقافية البربرية بمعية مجموعة من الأشخاص يتقدمهم  جعفر وحيون ، سعيد سعدي وهذا ما اعطى منهجية اخرى للقضية بعد هيكلة الحركة الثقافية البربرية.

من هذا المنطلق تم عقد اول مؤتمر لهيكلة الحركة وتفعيل القضية أكثر بطريقة قانونية أليس كذلك ؟

بالطبع لقد تم عقد مؤتمر أول للحركة في اعكوران في شهر أوت سنة 81 وهذا بحضور عدة وجوه وشخصية مرموقة في منطقة القبائل في صورة بن محمد ، سعيد سعدي ، جمال زناتي، وهذا ما سمح لهم بمراسلة رئيس الجمهورية آنذاك الشاذلي بن جديد، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي برارحي، لكن ما يمكن أن اقوله هو أن الرد كان مختلفا بين الرئيس والوزير خاصة بعد أن سرق جمال زناتي وثائق رسمية من مكتب الوزير التي فضحت انذاك  السلطة الجزائرية في مسألة مطالب سكان منطقة القبائل.

يقال آنذاك أن الافافاس كان ضد مشروع الامسيبي هل هذا صحيح ؟

لا اعتقد الافافاس لم يكن يوما ضد الامازيغية، وكيف ذلك وأن سعيد سعدي أحد المبادرين الى انشائها، كان مناضلا في حزب جبهة القوى الاشتراكية، صحيح أن المحاضرات والندوات والاجتماعات التي يقوم بها مناضلو الحزب لا تتم باسم الافافاس خشية من إدخال الحركة في المجال السياسي لكن لم يكن يوما ضد الامازيغية وهذه اشاعات فقط.

لونيس أيت منقلات
لونيس أيت منقلات

الكثير يتحدث عن هذه الاحداث لكن لا يتطرق الى التضحيات هناك  جرحى وقتلى أليس كذلك ؟

لا توجد ضحايا في تلك الاحداث بل هناك اصابات وجرحى تصور في يوم واحد تم اصابة ازيد من 4150 من طرف عناصر الأمن التي ارسلت الى منطقة القبائل، عبر القطار من سكيكدة، وهذا خلال محاولتنا الالتحاق بحي في تيزي وزو لمتابعة الحفل الغنائي للفنانة مليكة دومران، حيث وقعت مواجهات واشتباكات وسقط فيها العديد من الجرحى للأسف لا أحد يتذكر هذه المحطة الآن .

معطوب لوناس
معطوب لوناس

اليوم الامازيغية لغة رسمية ووطنية انت ممن عايشت الحدث كيف تنظر للأمر؟

بصراحة شيئ ايجابي جدا ولديه نكهة لان النضال كان كبيرا ولم يذهب مهب الرياح، لكن هناك اقاويل، في الحقيقة المكانة التي وصلت إليها الامازيغية كان بفضل كل المحطات التي مرت بها منطقة القبائل، وأقول أن أحداث 80 هي التي صنعت الامازيغية الآن، لكون الظروف في تلك الفترة صعبة لكن الإرادة والعزيمة والثقة والإيمان بالقضية تغلب على الخوف .

ماذا أضاف معطوب لوناس آنذاك  للقضية الامازيعية ؟

معطوب رحمة الله عليه، كانت الامازيغية تسير في عروقه،  والدليل أنه دفع ثمن مواقفه الناتجة عن حبه للهوية الامازيغية، معطوب أضاف الكثير كان دائما متعلقا بالهوية ويحضر الاجتماعات ويساهم بالمال الجانب المعنوي في سبيل القضية، بصراحة رجل بكل ما للكلمة من معنى، معطوب فقدته الجزائر قبل أن تفقده  منطقة القبائل لأن الامازيغية دائما توحد وهو الذي غنى كثيرا على ذلك ونفس الأمر بالنسبة  لايت منقلات الذي قدم الكثير  للقضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى