اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدر

تونس توجه ضربة موجعة لملتقى الجزائر؟

يوسف محمدي

وجهت تونس ضربة موجعة “للمنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال” الذي تعتزم الجزائر عقده من 3-5 ديسمبر، بتنظيمها في العاصمة تونس يومي 29 و30 نوفمبر “مؤتمر تونس 2020” الدولي لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

وسيجمع المؤتمر العديد من رؤساء الدول و 1500 مشارك من 70 بلدا و150 من كبار الشخصيات العالمية و50 محاضرا والعديد من المسؤولين السياسيين والمستثمرين وشركاء تونس.

ويعقد المؤتمر الأكبر في العاصمة تونس منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي، بهدف إعلام المجتمع الدولي بالخطة التنموية 2016-2020 وأهدافها المرسومة وتوجهاتها وتوازناتها الكبرى واحتياجاتها التمويلية.

ويتزامن هذا الحدث الدولي الكبير مع أن المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال المزمع عقده من 3 إلى 5 ديسمبر المقبل بالجزائر العاصمة، والذي تعلق عليه الجزائر أمالا كبيرة للتوجه نحو القارة الإفريقية.

ويؤكد تنظيم مؤتمرين دوليين هامين في ظرف أسبوع واحد في تونس والجزائر، العلاقات الاقتصادية السيئة للغاية والتردي الخطير للعلاقات في إطار الاتحاد المغاربي التي تحولت دوله من التكامل إلى التنافس.

وسيحضر لقاء تونس الذي سيخصص أيضا لعرض برامج إصلاحية للقطاع العام وتعزيز جاذبية تونس وحشد التمويل اللازم للخطة الخمسية، كل من ويرنر هوير رئيس البنك الاروبي للاستثمار، وحافظ غانم، نائب رئيس البنك العالمي، وآلان بيلو نائب رئيس البنك الأوروبي للإعادة الاعمار والتنمية.

وعلى الرغم من تطمينات لعمامرة ومحاولته إعطاء زخم دولي “للمنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال” إلا أن العديد من صناع القرار الاقتصادي المحلي وحتى بعد قادة الأعمال في القارة، فصلوا في الأمر من البداية وسيتجهون إلى العاصمة تونس.

ولا يعرف ما إذا كان الأمر يتعلق بسوء برمجة بسبب جهل الجهة المنظمة “للمؤتمر الإفريقي” لما يحصل في الجوار المغاربي، باعتبار تنظيم تونس مؤتمرا ضخما وبحضور دولي رفيع، أم أن الأمر مجرد مصادفة، ولو أن لعامل الصدفة على هذا المستوى من اتخاذ القرار احتمال وقوع ضئيل جدا.

وحاول وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، التأكيد على أن المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال المزمع عقده من 3 إلى 5 ديسمبر المقبل بالجزائر العاصمة سيشكل فرصة بالنسبة للجزائر التي ترغب في التوجه صوب إفريقيا.

وأوضح لعمامرة خلال ندوة صحفية لتقديم الحدث الأهم الذي تحض له الجزائر منذ حوالي العام، أنه في إطار الجهود التي تبذلها من أجل تنويع الاقتصاد وتكييف نموذج نموها، ترغب الجزائر في الاستفادة من المزايا التي توفرها القارة الإفريقية التي تشكل خزان كبير للإنتاجية وإنتاج الثروات والنمو.

وإلى جانب”المصادفة الغريبة” لـ”مؤتمر تونس 2020″ مع “المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال” في نفس التاريخ تقريبا، لا يمكن تجاهل الجولة الإفريقية للعاهل المغربي محمد السادس إلى العديد من دول القارة والتي قام بها نهاية أكتوبر الفارط.

وشملت جولة محمد السادس، كل من رواندا وتنزانيا وإثيوبيا وبعدها السنغال، حيث تم تناولت قطاعات الفلاحة والإسكان والقطاع المالي والبنكي والتكنولوجيات الجديدة والطاقات المتجددة، ما يمثل التوجه الاستراتيجي المغربي نحو إفريقيا، في اطار علاقات التعاون جنوب – جنوب.

وتعتبر الخطوة المغربية ثم التونسية بمثابة استباق وعمل مدروس جدا لحرق أوراق الجزائر في توجهها نحو القارة الإفريقية، وهي التي تجاهلتها لأزيد من 25 عاما لأسباب بعضها غير موضوعي.

يذكر أن الجهة المنظمة لـ “المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال” تأمل في حضور 2000 مشارك من القارة، وهو عدد يعتبر من المستحيلات تحقيقه في ظل الضربات المغربية والتونسية، إلا في حالة واحدة وهي تحمل الجهة المنظمة لكل تكاليف وأعباء السفر من حجوزات وتذاكر طيران وفنادق وغيرها، وهو الأمر المستبعد جدا في ظل الأزمة المالية، إلا إذا حدث أمر ما(؟).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى