أراء وتحاليل

برلماني أنتجه الفساد يدعي محاربة الفساد في الجزائر

زكرياء حبيبي

حمل نهار أمس الأحد، النائب حسن عريبي المشهود له بخرجاته الفلكلورية، وانبطاحه الشديد أمام مشغليه من العثمانيين الجدد، على من وصفهم بعملاء النظام الذين يدَافعون بحسبه على نهب أموال الأمة، فهذا النائب الذي يُعدّ برأيي حلقة في مسلسل النائبات التي أصابت الجزائر ولا تزال إلى يومنا هذا، كتب على صفحته في الفايسبوك ما لا يمكن تسميته ب”مقال” كونه عجّ بالأخطاء اللغوية والنحوية، التي يُعاب حتّى على تلاميذ الابتدائي ارتكابها، تحت عنوان “أين أموال الأمة ؟؟؟”، ضمنه صورة لوزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، رفقة عبد المومن خليفة، وكأننا به يريد تحميل السيد خليل كل ما حدث في الجزائر منذ استقلالها وإلى اليوم، علما هنا أن السيد خليل ليس متابعا أمام أي جهة قضائية سواء في الداخل أو الخارج في قضايا فساد، بل إنه هو من دفع الثمن غاليا عندما أغلق حنفيات سوناطراك في وجه المافيا التي سيطرت عليها لعقود من الزمن وكادت تحوّلها إلى ملكية خاصة.

لا أعتقد شخصيا أن النائب عريبي، لا يعرف هوية كبار الناهبين الذين أوصلوه إلى المكانة التي هو فيها اليوم، فهذا النائب الذي أثبت أن لا علاقة له بالوطنية خلال الحملة الإنتخابية للتشريعيات الماضية، من خلال وضع صورة الرئيس التركي أردوغان كخلفية لملصقاته الإشهارية، هو منتوج حقيقي لآلة الفساد التي نكلت بالبلاد والعباد، وهو اليوم إذ يدّعي محاربة الفساد فلأجل غاية في نفس يعقوب من جهة، ومن منطلق جهوي حاقد من جهة أخرى، لأننا لا نراه يهاجم إلا شخصيات بعينها تنحدر من الغرب الجزائري وعلى رأسها السيد شكيب خليل الذي نجح في إثبات كفاءته العلمية والتسييرية ليس في الجزائر، بل في الولايات المتحدة الأمريكية وصندوق النقد والبنك العالميين، ولا يزال محل مشُورة من قبل كبريات المؤسسات الإقتصادية العالمية، ما يعني أن انتقادات عريبي له ينطبق عليها المثل القائل: “كبعرة علقت بذيل بعير وذاك البعير يمشي”، فبأي مستوى معرفي وبأي مرجعية تاريخية يسمح هذا العريبي لنفسه أن يتطاول على أسياده، وعلى من يدافعون عن سيادة واستقلال الجزائر، ويرفضون أن يجعلوها تابعة لأي كان بمن فيهم أردوغان، صحيح أن الفساد لا يزال قائما في عديد مؤسسات الدولة، لكن برأيي أن محاربته من قبل من هم نتاج طبيعي لهذا الفساد لن تزيد الأمور إلا سوءا، وبالتالي أنصح عريبي ومن هم على شاكلته أن يلزموا الصمت وألا يتطاولوا على هامات جزائرية كبيرة أثبتت دورها الحاسم والفعال إبان الثورة التحريرية وواصلت خدمتها للجزائر بعد الاستقلال ولا تزال من أمثال السيد شكيب خليل الذي أتحدّى مُحرّكي عريبي أن يُثبتوا بالدليل تورطه فيما يتهمونه به بالباطل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى