اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدركتاب الجزائر اليوم
أخر الأخبار

النفط والغاز الصخري: الإمكانات العالمية للنفط والغاز الصخريين (الجزء الثالث)

د. بغداد مندوش، خبير طاقوي

Ads

يتم توزيع احتياطيات النفط والغاز الصخري في العالم بشكل غير متساو عبر القارات، وقد تم إجراء التقديرات لكل دولة من قبل وكالة الطاقة الدولية باستخدام نماذج التقييم أو الارتباطات مع الحقول الموجودة.

د. بغداد مندوش

قامت كل دولة بعد ذلك بحملات استكشاف لتقييم احتياطياتها بشكل أفضل، وتقنيات الاستكشاف الحديثة التي توفر دقة كبيرة هي المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد والزلازل السلبية التي تسمح بتصوير باطن الأرض مع اكتشاف صخور المصدر التي يحتمل أن تحتوي على النفط أو الغاز الصخري، وذلك بعد مرحلة المعالجة باستخدام أحدث البرامج الأخيرة وقراءتها من قبل فريق من المهندسين ذوي الخبرة العالية في جيولوجيا البترول والجيوفيزياء.

بالنسبة للنفط الصخري تحتل روسيا المركز الأول تليها الولايات المتحدة الأمريكية، ثم الصين والأرجنتين، ليبيا، أستراليا إلخ.. ثم الجزائر التي تحتل المركز 11 باحتياطي يقدر بـ 6 مليارات برميل من الاحتياطي العالمي المقدر بـ 345 مليار برميل. حسب آخر بيانات أوبك نرى أن أمريكا الشمالية وتحتل آسيا منصة التتويج، وبالنسبة لإفريقيا فإن الجزائر تحتل المركز الأول.

بالنسبة للغاز الصخري، فإن الاحتياطيات أكبر بكثير، وتحتل الصين المركز الأول باحتياطيات تقدر بـ 32.000 مليار م3 الأرجنتين بـ 22.000 مليار م3، ثم الجزائر في المركز الثالث بـ 20.000 مليار م3، الولايات المتحدة الأمريكية بـ 18.000 مليار م3، كندا 16.000 مليار م3، المكسيك 13.000 مليار م3، أستراليا 12.000 مليار م3، جنوب أفريقيا بـ 11.000 مليار م3.

ومؤخراً تم إعادة تقييم احتياطات المملكة العربية السعودية التي تبلغ 13.5000 مليار متر مكعب مع تسجيل معطيات جد إيجابية متمثلة في دخول رواسب النفط في الإنتاج في حقل الجفرة باستثمار إضافي قدره 7 مليارات دولار، وفقا للرئيس التنفيذي لشركة أرامكو بعد استثمار أولي قدره 3 مليارات دولار. للتذكير فإن مجموعة أرامكو بدأت التنقيب عن الغاز الصخري في عام 2011 وأثبتت خبرتها في هذا الشأن وقد استفاد معظم مهندسوها من التدريب في الولايات المتحدة الامريكية التي تعد رائدة في المجال. ومن شأن هذه الاكتشافات أن تدفع المملكة العربية السعودية إلى المركز الثامن أو السابع في العالم باحتياطيات محتملة تبلغ حوالي 17 ألف مليار متر مكعب.

في مجال الإنتاج، من الواضح أن الولايات المتحدة قد حققت السبق منذ أن بدأ تسويق غازها الصخري إلى السوق المحلية الأمريكية قبل عام 1990، ثم الشروع بداية من العام 2015 في  التصدير إلى السوق الأوروبية، لا سيما إلى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، ولكن ذلك يحدث بشكل خاص بعد الحرب الروسيةـ الأوكرانية التي غزا فيها الغاز الصخري الأمريكي كل أوروبا بعد تسجيل طلب كبير للغاية للتعويض عن الغاز الروسي، وقد اغتنمت الشركات الأمريكية هذه الفرصة لزيادة الأسعار بشكل حاد حيث بلغت ذروتها عند 300 دولار لكل ميجاواط ساعة، وكان صيف 2022 ذروة الارتفاعات المسجلة.

بدون الغاز الصخري، كان من المستحيل على أوروبا تعويض كميات الغاز الروسي الذي تراجعت كمياته بسبب العقوبات الأوروبية.

ولتوضيح أهمية الغاز الصخري نعطي نسبة هذا الغاز سنة 2023 مقارنة بالغاز التقليدي حيث يمثل الغاز الصخري في الولايات المتحدة 80% من إجمالي إنتاجها، الأرجنتين 55 %، الصين 45%، والجزائر صفر%، وهذا بأخذ فقط الدول التي لديها أكبر إمكانات الغاز الصخري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى