أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةالعالمسلايدر

المغرب يتحول إلى قاعدة للتغلغل الإسرائيلي في شمال غرب إفريقيا

أعلن مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة المغربية الرباط دافيد غوفرين، أنه سيكون للمغرب تأثير كبير لبناء علاقات مع دول إفريقية أخرى، مضيفا أن ” المملكة المغربية شعبًا وقيادةً استقبلت الوفد الدبلوماسي الإسرائيلي بكل حفاوة، رحبوا بنا وقالوا لنا هذه بلادكم”.

وقال غوفرين، في تصريحات لقناة i24news الإسرائيلية، إن الحركة بين بلاده والمغرب ستتضاعف بشكل كبير، لافتا إلى أنّ الرحلات المباشرة ستستأنف بين الطرفين بعد شهرين، مشيرا إلى دور الجالية اليهودية في المغرب في تقريب العلاقات بين إسرائيل والمغرب على مدار عشرات السنوات.

وتحدث غوفرين عن نظرة مشتركة بين الكيان والمغرب في مجالات اقتصادية وإستراتيجية، متحدثا عن تحديات مشتركة مثل إيران ومكافحة الإرهاب.

وتمكن الكيان الصهيوني في الفترة الأخيرة من تحقيق اختراقات كبيرة في مجال العلاقات مع دول القارة الإفريقية، حيث تم تطبيع العلاقات مع السودان وتشاد وهناك تسريبات بشأن تحقيق الشيء ذاته مع النيجر قريبا ومع دول أخرى في المنطقة.

ومن المنظور الإستراتيجي، تعتبر المغرب تفصيلا بسيطا في علاقات الكيان الصهيوني مع دول القارة الإفريقية التي تمتد جذورها إلى بداية بروز الفكرة الصهيونية وبداية البحث عن وطن قومي لليهود وطرح فكرة توطين اليهود في أوغندا في البداية، قبل أن يتقرر فيما بعد بالتعاون مع بريطانيا منحهم فلسطين لإقامة وطن قومي، بعد وضع فكرة تهجير اليهود إلى أرتيريا عام 1941 جانبا خوفا من التصادم مع المهاجرين الأوربيين هناك الذين كانوا يسيطرون على الأراضي الزراعية الخصبة، ورفض الإمبراطور هيلا سيلاسي الذي كان دائما يطمح إلى ضم ارتيريا إلى إثيوبيا.

وترجع العلاقات الإسرائيلية الإفريقية إلى العام 1949 أي بعد سنة من تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين، وامتدت المرحلة الأولى إلى غاية 1956 تاريخ العدوان الثلاثي على مصر، ثم المرحلة الثانية من 1956 إلى غاية الحرب العربية الاسرئيلية عام 1967 وبعدها المرحلة الثالثة التي امتدت من 1967 غلى غاية اتفاقية كامب ديفيد في العام 1979 ثم شروع إسرائيل في اختراق العمق الإفريقي في إطار نظرية تمتين أمنها القومي ومحاصرة أعدائها العرب في القارة.

وساعد العرب عموما الكيان الصهيوني على التغلغل في القارة الإفريقية من خلال سياسة الانكفاء العربي تارة، والتجاهل العربي لدول القارة تارة أخرى، على الرغم من العلاقات المتعددة والتاريخية العربية-الإفريقية، وهي العلاقات التي نجح الكيان في قلبها لصالحه في مواجهة الدولة العربية والإسلامية، وهو ما أكده ديفد بن غوريون – أول رئيس وزراء لإسرائيل- في إحدى خطبه بالكنيست عام 1960، بالقول: “إن الدول الأفريقية ليست قوية ولكن صوتها مسموع في العالم، وأصواتها في المنظمات الدولية تساوي في قيمتها أصوات الدول الكبرى، والصداقة الإسرائيلية الأفريقية تهدف في حدها الأدنى إلى تحييد أفريقيا في الصراع العربي الإسرائيلي، وفي أحسن حالاتها إلى ضمان مساندة أفريقيا للموقف الإسرائيلي”.

هل تتمكن إسرائيل من عضوية الاتحاد الإفريقي؟

خلال العقود الثلاثة الأخيرة تمكن الكيان وفي غفلة من الدول العربية التي كانت فاعلة ( الجزائر- مصر – ليبيا) في التغلغل في دول القارة الإفريقية وخاصة في شرق وجنوب شرق ووسط القارة، حيث تشير العديد من التقارير منها الإسرائيلية إلى نجاح رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، شارك في قمة أفريقية إقليمية مصغرة بشأن الأمن والتصدي للإرهاب، عُقدت بأوغندا بحضور رؤساء دول وحكومات كينيا ورواندا وإثيوبيا وجنوب السودان وزامبيا وملاوي، وتمكن من الحصول على وعد من هؤلاء الزعماء بـ” قبول إسرائيل دولة مراقبة في الاتحاد الأفريقي”، وهي الصفة التي فقدتها العام 2002 بعد تحول منظمة الوحدة الإفريقية إلى الاتحاد الإفريقي، ومنذ ذلك الحين وهي تحاول الحصول مجددا على نفس الصفة.

وفي حال نجح الكيان في الحصول مرة أخرى على هذه الصفة مجددا، فإن ذلك بمثابة ضربة قاضية للدول العربية ودورها في القارة وفي الاتحاد الإفريقي الذي يعتمد أصلا في ميزانيته على القوى العالمية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واليابان وهيئات دولية أخرى داعمة في غالبها للكيان الصهيوني.

الأهداف الإستراتيجية للتغلغل الإسرائيلي في القارة الإفريقية

لا يأبه نظام المخزن بمصالح الشعب المغربي، بل بمصالحه كنظام حليف للامبريالية والصهيونية العالمية، وهذا ما يؤكده تحالفه مع الكيان الصهيوني منذ تأسيسه سواء بتسهيل هجرة اليهود المغاربة أو من خلال تمكين جهاز الموساد من القيام بعمليات ضد دول عربية انطلاقا من المغرب، وهو ما يبينه اتفاق التطبيع الأخير بين نظام المخزن والكيان تحت غطاء تبادل المنافع على حساب حق الشعبين الفلسطيني والصحراوي.

ومعروف أن النظام المخزني أفسح المجال أمام دول استعمارية تقليدية لاستغلال ثروات الشعب الصحراوي من نفط وغاز وفوسفات وثروات ومصايد الأسماك وغيرها، وهي القطاعات التي تهم الكيان الصهيوني الذي يبحث عن السيطرة على ثروات القارة الإفريقية وخاصة صناعة التنقيب عن النفط والغاز في القارة واليورانيوم والفوسفات والليثيوم والألماس والمعادن النادرة الأخرى الضرورية لصناعته التكنولوجية الدقيقة، وكذا البحث عن أسواق لمنتجاته وسلعته وخاصة العسكرية في دول القارة التي تتكون من أزيد من 1.6 مليار مستهلك، خاصة وأن الشركات الإسرائيلية تمكنت من احتكار العديد من الصناعات والمؤسسات والقطاعات على غرار الصناعات الغذائية في إثيوبيا وإريتريا، وهذا بواسطة شركات القطاع الخاص التي تخفي جهاز الاستخبارات الموساد الذي تمكن من تجنيد الفنيين والتقنيين وإرسالهم إلى الدول الأفريقية لجمع المعلومات عن دول القارة وربط علاقات مع الأجهزة السياسية والمنظمات الأهلية وجمعيات المنتجين والفلاحين وتزيدوهم بالتقنيات الإسرائيلية في المجالات الزراعية في هذه الدول التي أصبحت ترى في الكيان الصهيوني نموذجا ومصدر إلهام للدول الأفريقية “إذا أرادت التقدم والنمو” بتعبير أحد الرؤساء الأفارقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى