الجزائر

المغرب تسبق الجزائر في مجال الطاقات المتجددة

عبد الوهاب بوكروح

سجل البرنامج الجزائري للطاقات المتجددة تأخرا كبيرا في التنفيذ نتيجة الاستمرار في الاعتماد على الغاز في إنتاج الكهرباء.

وانتظرت الجزائر إلى غاية 2015 لتضع مخطط الوطني للطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية حيز التنفيذـ ويهدف البرنامج إلى تحقيق تحول في نموذج الاستهلاك الطاقوي نحو مزيج طاقوي يعتمد على كل الفرص المتاحة من قدرات تشميس وماء ورياح إلى جانب الطاقة العضوية والحرارة الجوفية.

ويكشف تقرير صادر عن وزارة الطاقة يغطي الفترة 2015 – 2030 أن تنفيذ المخطط سيتم على مرحلتين: الأولى تغطي 2015 -2020 وتهدف لإنتاج 21% من الكمية الطاقية الإجمالية المستهدفة. والمرحلة الثانية تستهدف 79% من البرنامج وتغطي 2012-2030.

ويتمثل البرنامج الجزائري في مرحلته الأولى إنتاج 3000 ميغاواط من خلال تقنية الألواح الضوئية و1010 ميغاواط من طاقة الرياح و150 ميغاواط من خلال التوليد المشترط للطاقة إضافة إلى 360 ميغاواط من مصادر عضوية و5 ميغاواط من مصادر حموية أي الحرارة الأرضية، وإجمالا تهدف الجزائر إلى إنتاج إجمالي يقدر بـ4525 ميغاواط بحلول العام 2020 في نهاية المرحلة الأولى من البرنامج.

وللمقارنة، يشمل البرنامج المغربي للطاقة الشمسية إنجاز خمس محطات لإنتاج الكهرباء من مصدر شمسي في كل من ورزازات وعين بني مطهر وفم الواد وبوجدور وسبخت الطاح، بتكلفة مالية تصل إلى 9 ملايير دولار أمريكي.

ويسمح البرنامج بإنتاج حوالي 2000 ميغاواط من الكهرباء عام 2020. هذا المشروع سيمكن من الوصول إلى طاقة إنتاجية من الكهرباء تناهز 4500 جيغاواط / ساعة سنويا، أي ما يعادل 18 بالمائة من الإنتاج المغربي الحالي للطاقة وهو ما يسمح بـاقتصاد 1 مليون طن سنويا من المحروقات الأحفورية، والمساهمة في الحفاظ على محيطه البيئي من خلال تجنب انبعاث 3.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة.

وبالنسبة للمرحلة الثانية من البرنامج الجزائري التي تغطي 2020 -2030 تطمح الجزائر لإنتاج 10575 ميغاواط من خلال تقنية الألواح الضوئية و4000 ميغاواط من طاقة الرياح و250 ميغاواط من خلال التوليد المشترط للطاقة و2000 ميغاواط بتقنية التسخين الحراري، إضافة إلى 640 ميغاواط من مصادر عضوية و10 ميغاواط من مصادر حموية أي الحرارة الأرضية.

وتم وضع المخطط بناء على خصوصيات الجهات المختلفة من الوطن، من شمال هضاب عليا وجنوب بفضل قدرات التشميس المتوفرة وقوة الرياح والحرارة الجوفية.

ويمكن البرنامج من بلوغ مستوى إنتاج طاقوي في حدود 27% بحلول العام 2030 بمعادل 22000 ميغاواط وهو مستوى يسمح باقتصاد 300 مليار م3 من الغاز الطبيعي ما يعادل 8 مرات مستوى الاستهلاك الإجمالي لعام 2014.
Capture d’écran 2015-12-01 à 11.06.26وسيمكن البرنامج من تأجيل التوجه نحو استغلال المصادر غير التقليدية للموارد الاحفورية المتوفرة على غرار الغاز والزيت الصخري.

وتسببت محاولة تجريبية لاستغلال الغاز الصخري عين صالح 1 في جانفي 2015 في توتر خطير بسبب مقومة سكان الجنوب الجزائري لاستغلال الغاز الصخري بسبب درجة تلويثه العالمية للمحيط والمياه الجوفية غير المتجددة بمكونات كيميائية عالية التلويث واللجوء إلى استغلال الماء الذي يعتبر مورد نادر حيث يحتاج كل بئر إلى 20000 م3 من المياه العدبة للتكسير الهيدروليكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى