أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر
أخر الأخبار

الشياطين يلعبون على أوتار الجهوية في الجزائر

زكرياء حبيبي

قبل انطلاق تنفيذ مؤامرة الربيع العربي، تحركت الآلة الإعلامية الشيطانية، لتُسوّد كل شيء في البلدان التي كانت مبرمجة ليزحف عليها إعصار هذا “الربيع”، ووضع لهذه الحملة الجهنمية قاموس مصطلحات دقيق، التزمت به كل وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي الشريكة في تدمير ليبيا وسوريا واليمن و مصر.. والمُفاجئ اليوم أن إرهاصات هذه الحملة بدأنا نلحظها في الجزائر، من خلال عمليات التهييج المُنظم للنعرات الجهوية، وإثارة بعض القضايا التي تُوسّع الهوة بين الجزائريين بغرض إضعافهم وتحضيرهم لعملية التشتيت والتمزيق والتقطيع.

بصراحة وقفنا على هذا المشهد الخطير نهار اليوم في منشورات وفيديوهات الشياطين التي رافقت تسريب صوتي منسوب لضابط الصف قرميط بونويرة من السجن العسكري بالبليدة، وكدنا نجزم ونحن نقرأ هذه المنشورات كما هو الحال مع فيديوهات من عودونا على نشر الفتنة، الغارقة في الجهوية والبعيدة كل البعد عن الوطنية والأخلاق، أن سكين التقطيع بدأ نشاطه في الجزائر، وأن عدوى الربيع العربي أصابت عقول بعض “الجزائريين” الذين لا يعرفون رُبّما أنهم تحوّلوا إلى أدوات لتنفيذ هذا المخطط التدميري الصهيوـ مغربي..

فهل يعرف هؤلاء أن ليبيا التي دمّرها مُهندسو الربيع العربي وقتلوا قائدها العقيد معمر القذافي بذريعة محاربة الدكتاتورية والتوريث، بات هؤلاء يدعون إلى تمكين سيف الإسلام القذافي من السلطة لإخراج ليبيا من الكارثة.

كما أن هؤلاء هم من حارب سوريا واستجلب إليها كل قوى الشر الإرهابي من جميع أصقاع العالم للإطاحة بالرئيس الدكتور بشار الأسد، واليوم نرى قوى الشر هذه وبيادقهم، يتخلون عن شرط إسقاط الأسد لإيجاد تسوية للحرب على سوريا.

والمؤسف حقا عندنا أن صغار العقول وبعض من باعوا ذممهم ودينهم ووطنيهم، يعملون على استنساخ التجربة السورية والليبية في الجزائر، برغم علمهم أنها ستدمر البلاد والعباد، بل وستُدمّرهم هم كذلك، إنّ محاولات هؤلاء ستنتقل إلى السرعة القصوى، لكن المؤكد والأكيد أنها ستبوء بالفشل، لأن غالبية الشعب الجزائري اختبرت مآسي “الربيع العربي” وعانت من ويلات العشرية السوداء، وهي لن تقبل بالمُغامرة والمُقامرة بأمن واستقرار الجزائر، بل إنها ستقف ضدّ دعاة الفتنة والجهوية المنبوذة، لغلق الباب في وجه المُتربصين بالبلاد وما أكثرهم اليوم بعد فشل مشاريعهم في سوريا والعراق على وجه التحديد، ومن هنا ننصح هؤلاء المُقامرين والمُغامرين بعدم اللعب بالنار لأنها ستحرقهم وتحرق مُشغليهم لا محالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى