الجزائر

الجزائر تخسر 50 مليون هكتار من الأراضي بسبب الاحتباس الحراري

عبد الوهاب بوكروح

قال تقرير للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي أن الحكومة اقتنعت أخيرا بمخاطر الاحتباس الحراري التي تهدد البلاد، ولجأت إلى وضع القضية في صلب التحديات البيئية بالنظر إلى الهشاشة الطبيعية للإقليم الوطني.

وسجل التقرير الظرفي الخاص بالسداسي الأول من 2015 الذي صدر عشية قمة باريس للمناخ، التي تنطلق الاثنين 30 نوفمبر، استفاقة فعلية لصناع القرار تمثلت في الإرادة السياسية القوية في التكفل الجاد الموضوع البيئي وانعكاساته الخطيرة على الساكنة والاقتصاد الوطني الذي يستعدي تدخلا قبليا من طرف السلطات للحد من انعكاسات التغيرات المناخية المتمثلة في زيادة الفيضانات والتصحر وتقدم الرمال وانزلاق التربة واختلال الأنظمة البيئية الطبيعية.

وتواجه الجزائر ذات الطبيعة الجافة وشبه الجافة ارتفاعا في أحداث مناخية قوية ترفع من قساوة التغيرات المناخية  بالجزائر.

وأعدت الجزائر وثيقة في إطار مساهمة مرتقبة محددة على المستوى الوطني سلمتها الجزائر في شهر سبتمبر الأخير إلى الهيئات العالمية المكلفة بالمناخ خلال قمة باريس الحالية.

وكشفت وزارة الطاقة أن عملية حصر غاز ثاني أوكسيد الكابون المسبب الرئيس لظاهرة الاحتباس الحراري سمحت بخفض انبعاث 20 مليون طن حيث تقوم الجزائر منذ سنوات في إعادة تخزين ثاني اوكسيد الكربون في طبقات الأرض، فضلا عن إطلاق سياسة تعزيز الطاقات المتجددوة من خلال خطة وطنية شاملة.

وكشفت وزارة الطاقة أن انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكاربون الذي تخلفه الصناعة وصناعة المحروقات الجزائرية لا يمثل سوى 1.1 % من إجمالي الانبعاث في العالم ما يمثل حصة ضئيلة جدا فضلا عن تأكيد الجزائر أنها غير مسوؤلة تاريخيا عن القضية.  

وتضيف الجزائر أنها تمكنت في اقل من عشرية واحدة في خفض عمليات حرق الغاز في حقول المحروقات الجزائرية حيث تمكنت سوناطراك فضل استثمارات على عاتق الدولة من خفض 90 % من عمليات حرق الغاز.

وتسمح العملية حسب وزارة الطاقة باقتصاد معادل بـ200 ألف برميل من البترول.

وفي إطار جهد مكافحة التغيرات المناخية قامت الجزائر بتنصيب اللجنة الوطنية للمناخ في 22 جويلية 2015 وهي فضاء للتشاور حول قصيا المناخ يشمل كل القطاعات ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة، كما كلفت اللجنة بالتواصل على الهيئات العالمية ذات الصلة بموضوع المناخ والعمل معها على تحقيق الهدف العالمي المتمثل في خفض حرارة العالم بـ2 درجة مؤوية بحلول العام 2050.

 

التصحر على أبواب العاصمة

 أكدت الجزائر في وثيقة قدمت لقمة باريس حول المناخ، أن تكرار الفصول الجافة التي أصبحت شيئا فشيئا طويلة قد زادت من ظاهرة التصحر، وتسببت في حالة جد متقدمة من التدهور لمساحات تفوق 50 مليون هكتار.

وأضافت أن سكان الريف الذين يتشكلون أساسا من فلاحين ومربين لضمان معيشتهم اضطروا للنزوح إلى تجمعات سكانية كبيرة، وهذا نتيجة مباشرة لفقر التربة وانخفاض الموارد المائية، على الرغم من أن الجزائر من وجهة النظر التاريخية، لا تملك أي مسؤولية تاريخية في تخزين الغاز المسبب للاحتباس الحراري.

وبحسب الوثيقة المقدمة لقمة باريس، تنحسر المناطق من التراب الوطني التي تتلقى أكثر من 400 مم سنويا، في شريط لا يتعدى 150 كلم في العمق انطلاقا من الساحل، كما انخفضت التساقطات في الجزائر سبب التغيرات المناخية بأكثر من 30 % خلال العقود الأخيرة.

 

زيادة الفيضانات الخطيرة

كشف التقرير أن عديد المناطق قد عرفت فترات مأساوية تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة مشيرة كمثال على ذلك إلى  الفيضانات التي وقعت في باب الواد بالجزائر سنة 2001 مخلفة مقتل  715 شخصا وأكثر من 115 مفقودا وآلاف المنكوبين.

لهذا الغرض تم وضع مخطط وطني لتعزيز مواجهة الأنظمة المناخية (فيضانات وجفاف) من أجل التقليل من أخطار الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغيرات المناخية.

وتتضمن أهداف هذا المخطط مكافحة الانجراف وإعادة تأهيل الأراضي المتضررة في إطار مكافحة التصحر.

كما يدمج آثار التغيرات المناخية في الاستراتيجيات القطاعية سيما الفلاحة والري والصحة البشرية والنقل والاستقرار السياسي والأمن الوطني.

وصادق مجلس الوزراء في شهر ماي الأخير على تحيين البرنامج الوطني للطاقات المتجددة و الفعالية الطاقوية، بهدف تقليص بمعدل 9 % من الاستهلاك الكلي للطاقة في آفاق 2030 ويطمح إلى الشروع في العزل الحراري لبرنامج كبير من السكن وكذا تحويل مليون سيارة إلى غاز البروبان المميع وأكثر من 20000 حافلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى