أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر

الجزائر بين ثورة الرئيس تبون وحلم ثورة المتآمرين ودعاة المراحل الإنتقالية

بقلم- زكرياء حبيبي

تبين نهار يومه أن غالبية الشعب الجزائري لم يعر كبير اهتمام للاحتجاجات التي شهدتها اليوم مدينة خراطة والتي تمّ تضخيمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا غير.

ونؤكد على أن ما حدث ما هو إلا زوبعة في فنجان، انطلاقا من معرفتنا بأساليب عمل الداعين إلى الفتن وتدمير البلاد، فهم يمارسون الكذب والنفاق إلى غاية أن يُصدقوا هم أنفسهم هذه الأكاذيب والأباطيل.

اليوم يتضح أكثر من أي وقت مضى، أن من يُحاولون ركوب موجة الاحتجاجات، ليس هدفهم تكريس الديمقراطية كما يدّعون، بل اختراق عقول وعواطف الشباب الجزائري لدفعه إلى إشعال النيران في بلده وتدمير ممتلكات الشعب، وهم يستعملون لتحقيق مؤامرتهم هذه كل الأساليب الخسيسة، بل ويعيدون إنتاج الأساليب نفسها التي أدت إلى تدمير سوريا وتونس ومصر وليبيا واليمن والسودان.. ما يؤكد أنهم تلقوا التدريبات نفسها، في المخابر التي أنتجت مؤامرة “الربيع العربي”. وليس من قبيل الصدف، أن يعلن تنظيم “القاعدة” استعداده لدعم ما سمّاه بـ “الثورة” في الجزائر حتى بالسلاح..!

أفبعد كلّ هذا يقولون لنا بأنهم يريدون التغيير لتكريس الديمقراطية؟ شخصيا تابعت كتابات بعض من يصفون أنفسهم بأنهم “مثقفون وصحفيون وناشطون حقوقيون…” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ممن يطبّلون للديمقراطية والتغيير، ووجدت أن غالبيتهم تحاملوا على كل من يُخالفهم الرّأي، بل إن بعضهم بشطب المخالفين له في الرأي من قائمة أصدقائه، وهذا لوحده يُبرز مدى إيمان هؤلاء بالديمقراطية.

وما دام أن هنالك إجماعا لدى غالبية الجزائريين بأن ما حدث في خراطة هو حلقة من المسلسل الذي يستهدف تدمير البلاد، فيتوجب على الجميع أن يتحدوا للتصدي لهذه المؤامرة بشتى الوسائل، وبالأخص منها التبرؤ بشكل واضح من مثيري الفتن والقلاقل، وكشفهم أمام الرأي العام، وللسلطات المختصة، لأنه بذلك سننجح في حملة التنظيف الواسعة التي تتعدى الشوارع، لتطال قوى الشرّ، لأنه بدون ذلك سنفتح مصير البلاد على المجهول، وهذا ما تنتظر تحقيقه الجهات المتربصة بأمن واستقرار الجزائر.

واليوم يتأكد كلّ المتابعين للشأن الجزائري، أن ما يقوم به الرئيس تبون في ظرف وجيز للغاية وبرغم أزمة كورونا… يُمثّل ثورة جديدة، في تاريخ الجزائر، وبطبيعة الحال، لا يُمكن أن نتصوّر بأن هذه الثورة ستروق لكلّ الجزائريين، وهو ما أصبحنا نلمسه من خلال تصريحات بعض العاملين في حقل السياسة، والإعلام، فليس من قبيل الصدفة، أن يتقاطع خطاب بعض السياسيين مع كتابات بعض الإعلاميين، لتسويد الوضع في الجزائر، فهَمّ هؤلاء، وجرّاء افتقارهم لمشروع سياسي واجتماعي واقتصادي… أصبح منصبّا فقط على مُحاولة تكسير ما أنجزه ويُنجزه الرئيس تبون، والتطاول على حماة الوطن العين الساهرة على أمن ووحدة واستقرار الوطن، ووصل بهم الأمر إلى حدّ النزول بالمُمارسة السياسية والإعلامية إلى المستويات “الهابطة” وغير الأخلاقية، وباتو يحلمون بثورة تمكنهم للتحكم في رقاب الشعب الجزائري ولو على ظهر جيوش الناتو والحديث قياس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى