أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر
أخر الأخبار

الالتزامات الـ54 للرئيس تبون رفعت سقف طموحات الجزائريين في الذكرى الـ 60 للاستقلال  

عبد الخالق محمدي

بخطى ثابتة وبنظرة ثاقبة وتصور شامل ودقيق للمستقبل، يمضي الرئيس عبد المجيد تبون، في تنفيذ التزاماته الـ54 التي رفع من خلالها سقف طموحات وأحلام الجزائريين في رؤية “جزائر جديدة” تتجسد على أرض الواقع.

يستهل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي تمكن في ظرف عامين من توليه الحكم من استرجاع سلطة الدولة وإجراء الإصلاحات المؤسساتية المناسبة، وفتح ملفات كانت تصنف في خانة الطابوهات سابقا، ومنها الحرب على المافيا المالية والعصابة التي هيمنت على مقدرات البلاد لعدة عقود، ليباشر العام الجديد 2022 المصادف لإحياء الذكرى الـ60 للاستقلال بشعبية قوية، وبروز اتجاه يتجاوز حدود الجزائر لبروز زعيم عربي جديد.

لم يستمع الشعب الجزائري ولا الشعوب العربية، للغة وصراحة كالتي يتحدث بها الرئيس عبد المجيد تبون، في الملفات ذات الصلة بأمها القضايا الجزائرية والعربية ومنها ملف التعامل مع مستعمر الامس، وضرورة التزامه باحترام الجزائر ومؤسساتها، وبأن الجزائر لم تعد تلك “الحديقة السائبة” التي تعبث فيها فرنسا كما يحلو لها، ولا حتى أن تعبث في دول الجوار الجزائري من مالي إلى ليبيا، كما كانت لسنوات طويلة، بل أن الرئيس تبون، خاض في ما كان يعتقده الكثير من قادة العرب، المحرم الذي لا يجب أن يتربون منه، وهو الملف الفلسطيني، وراح لانتقاد الهرولة والتطبيع بشكل لا لبس فيه، واستقبل الرئيس الفلسطيني استقبال يليق بالدولة الجزائرية وتاريخيها ويليق بفلسطين التاريخ والجغرافيا، واكرم وفادة ضيف الجزائر، محمود عباس.

الرئيس تبون، ومن منطلق الاستقلال الحقيقي لقرار الجزائر وسيادتها، التزمت باستضافة قمة الجامعة العربية في مارس القادم، والتزمت بضرورة استعادة الدولة السورية لمقعدها، وهذا ضد رغبة الكثير من العرب الذين اخرجوا سوريا ليس فقط من الجامعة العربية، بل ومن التاريخ والجغرافيا واعادوها الى القرون الوسطى بتأمريهم ضدها ضمن حرب عالمية من 65 دولة شاركوا في تدمير ونهب سوريا لمدة 10 سنوات خدمة للمشروع الصهيوني ـ الأطلسي.

استعادة الثقة في زمن قياسي

عندما دخل الرئيس عبد المجيد تبون، إلى قصر المرادية بتاريخ 19 ديسمبر 2019، كانت الجزائر تعيش أزمة ثقة حادة من الشعب في مؤسساته، فقد كانت مؤسسات الجمهورية مستضعفة ومرتبكة، وأخرى على وشك الانهيار، نتيجة عشريتين من التدمير الذاتي الذي حل بها من طرف منظومة حكم فاسدة مفسدة وراعية للفساد والنهب الممنهج.

أسابيع بعد ذلك بدأ الجزائريون والعالم من ورائهم، يكتشفون كاريزما جديدة، وخطاب عاد بهم إلى الزمن الذهبي. خطاب رفع هامتهم عاليا، بل رفع سقف احلامهم عاليا، لأن الرئيس تبون وعد ببناء “الجزائر الجديدة” والبداية من بوابة استرجاع سلطة الدولة وهيبتها وفرض احترام الجميع لها داخليا وخارجيا، كما تمكن من إرساء مناخ الثقة مع المواطنين.

لقد أحس السواد الأعظم من الشعب الجزائري بذلك ووجده حقيقة ناصعة. لقد صدم البعض من الصراحة التي يتكلم بها رئيسهم الجديد، وبخاصة عندما يتعلق الامر بملفات كانوا يعتقدون أنهم لم يعد هناك من يخوض فيها منذ وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين، وخاصة في الدبلوماسية والاقتصاد، حتى وجدوا امامهم رئيس يفرض منطقه على مستعمر الأمس ويجبره على تسليم جماجم الشهداء التي كانت في معرض الانسان في باريس، بل واجبر طائرات فرنسا الأطلسية على الاتجاه إلى غاية المحيط الأطلسي مرورا للالتحاق بالوطن، وأكثر من ذلك، لم تعد الشركات الفرنسية تتصرف في الجزائر وكـأنها لا تزال تحت وصايتها، بل انهى كل ذلك وشرع في تنويع وتوسيع علاقات الجزائر الاقتصادية نحو شركاء وحلفاء جدد ومنهم إيطاليا وألمانيا وتركيا وجنوب افريقيا وطبعا الحلفاء التقليدين روسيا والصين.

مؤسسات بشرعية كاملة

خلال العامين الأولين من ولايته الرئاسية الممتدة إلى 2024، خاض الرئيس عبد المجيد تبون، ما يمكن وصفه بماراتون حقيقي لتمكين الدولة من مؤسسات شرعية جديرة بدولة عصرية، بداية من تمكين البلاد من برلمان بعيدا عن المال الفاسد كما تعهد السيد الرئيس ثم دستور جديد وصولا إلى انتخابات محلية، كلها شهدت انخراطا قياسيا من الشباب في المسار، حطم شبكات الفساد التي كانت مهيمنة لعقود على المشهد الانتخابي، وهو ما شكل انجازا بحد ذاته في الجزائر، وكل هذا تجسيد لالتزامات الرئيس تبون الـ54ـ لإحداث التغيير المنشود بالبلاد.

استعادة العهد الذهبي للدبلوماسية الجزائرية

لا يختلف عاقلان، في أنن الرئيس السابق قام بقراءة الفاتحة على الدبلوماسية الجزائرية، وخاصة في القارة الافريقية التي تحولت إلى مسرحا للاستخبارات الفرنسية المخزنية الصهيونية، التي أحاطت الجزائر بمحيط ملتهب.

لقد تمكن الرئيس عبد المجيد تبون، في ظرف قياسي، من تحريك المياه الراكدة، وهو يتجه بخطى واثقة لاستعادة مكانة الجزائر عربيا وإفريقيا، بفضل انتهاجه لدبلوماسية ذكية، سمحت له بمباشرة عدة مبادرات وأعمال مكنت من إيجاد حلول لتسوية نقاط توتر، وكذا تعزيز موقف الجزائر كفاعل كبير وأساسي في ضمان الاستقرار وإقرار السلم في المنطقة، وهذا وفق

أسلوب جديد حظي بانخراط أغلبية الجزائريين وهو يستعدون للاحتفال بعام مفضلي في حياة دولتهم وهو احياء الذكرى الـ 60ـ لاستقلالهم، بقيادة رئيس يحظى بشعبية وصاحب نظرة استشرافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى