الرئيسيةحواراتسلايدر

الأمين العام بالنيابة أحمد بومهدي: جماعة الـ14 تستهدف بوتفليقة وقايد صالح

عبد الوهاب بوكروح

كشف الأمين العام بالنيابة لجبهة التحرير الوطني، أحمد بومهدي، أن مجموعة الـ14 تستهدف من وراء تحركها الأخير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والفريق احمد قايد صالح، مضيفا في حوار لـ”الجزائر اليوم”، أن أعضاء المجموعة لم يسبق لهم النضال في صفوف الحزب منذ العام 1962.

 

“الجزائر اليوم”: ماهي قراءتكم خلفية التصريحات ومطالب مجموعة الـ14 بتنحية الأمين العام عمار سعداني؟  

الأمين بالعام بالنيابة لجبهة التحرير الوطني، أحمد بومهدي:

هؤلاء مجاهدون وأعضاء في الثورية التحريرية، لكنهم ليسوا هم منظمة المجاهدين وليس هم لوحدهم المجاهدين الذين صنعوا الثورة. هم مجرد عناصر في تاريخ الثورية ممن قاموا بواجبهم كمجاهدين وانتهى.

بالنسبة لقضية جبهة التحرير الوطني، الفصل فيها تم في العام 1962، هناك من انخرط في جبهة التحرير الوطني لما أصبحت حزبا سياسيا، وهناك من فضل الذهاب لممارسة نشاط خاص لصالحه (يخدمو على رواحهم).

بالنسبة للموقعين على رسالة الـ14 باستثناء لخضر بورقعة، الذي أوضح موقفه بصراحة من القضية، فإن مزيان شريف، كان يشتغل في الولاية بعد الاستقلال مديرا، وترشح للمجلس الوطني بتزكية من المنظمة الوطنية للمجاهدين بأمر من الرئيس هواري بومدين الذي كان يخصص حصة للمنظمات المختلفة، وليس من حزب جبهة التحرير الوطني، أما بالنسبة للنضال فلم يسبق له إطلاقا وأن حمل بطاقة مناضل في جبهة التحرير.

بالنسبة للرائد عز الدين، لم يكن يوما قريبا من جبهة التحرير الوطني ولم يسبق له الحديث طيلة حياته عن جبهة التحرير.

 

إذن لماذا الاستفاقة المتأخرة منة هؤلاء للمطالبة بحق تقولون إنهم لم يكونوا أصحابه أبدا منذ 1962؟  

أعتقد أن هناك مخطط يهدف أصحابه من خلاله إلى الانتقام من تعديل الدستور الأخير الذي يكون قد وضعهم خارج المنافسة نهائيا، لأنهم كانوا يعتقدون أنه من حقهم التاريخي الاستفادة من مناصب المسؤولية بصفتهم كمجاهدين، ولكن الدستور الأخير فصل في الآمر نهائيا، وخاصة بالنسبة للبنود المتعلقة بالانتخابات وبطريقة الانتخابات وبآليات المراقبة والإشراف على الانتخابات، فسارعوا للتحرك ضد الدستور وضد الأمين العام للحزب المنتخب بطريقة شرعية في المؤتمر الأخير وتحركوا أيضا ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في محاولة أخيرة للمتوقع قبل الانتخابات التشريعية القادمة. في الحقيقة مجموعة الـ14 أخطأت في العنوان، لأن جبهة التحرير الوطني فيها حاليا أجيال الاستقلال الذين تداولوا السلطة داخل الجبهة وليس المجاهدين فقط، إذن ليس لهؤلاء الأشخاص الغرباء عن حزب جبهة التحرير الوطني، الحق في المطالبة بتغيير الحزب أو قيادة الحزب المنتخبة شرعيا، أو المطالبة بوضع الحزب في المتحف.

 

بالنسبة لمطلب وضع الحزب في المتحف ربما لا يختلف كثيرا على بعض المطالب الفرنسية في هذا الاتجاه؟

طبعا هناك مطالبة من أفراد ومن أحزاب، في الجزائر وخارجها، والسبب هو الانتشار والقوة التي بلغها الحزب وأعداد المناضلين، مما خلق حالة هلع حقيقية في نفوس هؤلاء وحالة يقين بأنهم لا أمل لهم في الاستحقاقات القادمة، وخاصة بالنسبة لمن كانوا مع فرنسا وعملوا معها ولهم تاريخ أسود وهم إلى اليوم يعتقدون أن جبهة التحرير الوطني هي العائق الذي يجب التخلص منه لتحقيق أحلامهم ومطامعهم ولا يمكنهم حكم الجزائر، وهو ما أكده وزير الخارجية الفرنسي الأسبق كوشنير عندما قال إن العلاقات بين البلدين ستتغير يوم ينتهي جيل الثورة.

هناك نقطة أخرى تتعلق بالقرارات التي اتخذها الأمين العام للحزب عمار سعداني بعد المؤتمر العاشر، ومنها التداول السلمي على السلطة والدولة المدنية واستقلال العدالة، وهي القرارات التي تكون أحرجت هؤلاء كثيرا لأنهم لا يؤمنون أصلا بهذه النقاط، مما حركهم لمهاجمة عمار سعداني ولما فشلوا في زعزعته انتقلوا إلى جبهة التحرير الوطني لإضعافها حتى لا تحقق نتائج قوية خلال الاستحقاقات القادمة ومنها التشريعيات.

 

وهل تعتقدون أن هؤلاء تحركوا من تلقاء أنفسهم؟

هذه المجموعة تحركت تعبيرا عن أصوات جهات، منها جهات منافسة، نحن نقول بالنسبة للأحزاب المنافسة موعدنا الميدان وهو الفيصل، أما هؤلاء الأشخاص فلا يملكون أي شرعية للحديث باسم جبهة التحرير الوطني.

 

من خلال مضمون رسالة الـ14، يتبين أن المستهدف الحقيقي هو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، هل توافقون هذه القراءة؟

هدف مجموعة الـ14 هو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ونحن في جبهة التحرير أنه للوصول إلى هدفهم يجب تكسير عمار سعداني، وكذلك بعض الشخصيات الوطنية الأخرى، هم يريدون الذهاب بعيدا، هم يريدون أيضا تكسير الفريق نائب وزير الدفاع أحمد قايد صالح، هذا هو الهدف من وراء محاولة هذه المجموعة التي لا تفرق في الحقيقة بين سعداني وبوتفليقة وقايد صالح، لأن كل ما صدر عن رئيس الجمهورية وتضمنه الدستور تكلم به عمار سعداني في عدة مناسبات في اللقاءات الجهوية وبتوجيه من رئيس الحزب وهو رئيس الجمهورية.

 

ولكن هؤلاء يقولون أن ما حركهم هو الخوف عن مستقبل البلاد؟

نحن نتأسف كيف أن هؤلاء وبعد سبات عميق ولعقود طويلة من الاهتمام بقطاع الأعمال، تذكروا اليوم أن هناك جبهة التحرير الوطني، وجاءوا لتنحية الأمين العام لحزب، وهم الذين كانوا لا يذكرهم الشعب إلا عند الحديث عن الصفقات التجارية المختلفة وجمع الثروة.

هؤلاء أخر من يتحدث عن الاستقرار والأمن في الجزائر، لأنهم يتباكون عن الأمن والاستقرار بدموع غير صادقة، ويتحدثون عن الوطنية وهم فقدوها بالاغتناء والبحث عن جمع الثروة.

                                                                   

هناك من يدعى أن غياب الامين العام عمار سعداني، هو حالة شغور للمنصب، هل هذا منطقي؟

انتخاب الأمين العام من طرف مؤسسات الحزب في المؤتمر العاشر، تم بطريقة ديمقراطية وقواعد الانتخاب تم تحديدها من طرف الفريق السابق وهم جماعة عبد العزيز بلخادم، ولكن هؤلاء الأشخاص الذين يتحدثون عن شغور المنصب، هم أشخاص متهمين بالرشوة بشهادة مواطنين، وهؤلاء لا مكان لهم اليوم في الحزب، لأن اللجنة المركزية التي كانت من المؤتمر التاسع تحت إشراف عبد العزيز بلخادم، وهذه اللجنة المركزية بالأغلبية قامت بفصل الأمين العام وفصلت المكتب السياسي المعين من طرف بلخادم، فهل بقي شيء لهؤلاء للمطالبة به.

إذا كانوا يريدون المطالبة فعليهم بالنضال في القسمات كبقية المناضلين، إلا أنهم يرفضون النضال في القواعد ويريدون الاستمرار في مناصب المسؤولية حتى خارج الشرعية.

بالنسبة لادعائهم بالشغور، الأمين العام موجود ويعمل بطريقة عادية، هو أخد أيام راحة كبقية الجزائريين، مع متابعته الدقيقة للأحداث، لان الحزب تنتظره مواعيد هامة بداية من الدخول القادم تحضيرا للاستحقاقات القادمة.

الأمين العام، له برنامج وطني ولقاءات مع إطارات الحزب على مستوى الجهات، وننطلق جديا لتحضير الانتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى