العالمحوادث

من أين لك هذا جلالة الملك.. وثائقي فرنسي يكشف الحياة الباذخة لـ محمد السادس(فيديو)

عادل عبد الصمد  

كشف شريط وثائقي بثته قناة “فرانس 3” سهرة الخميس، الوجه الحقيقي للعاهل المغربي الملك محمد السادس، وتناول الوثائقي الذي حمل عنوان “الحياة السرية للملك محمد السادس” الحياة السرية للملك المغربي وثرواته المالية، واظهر الوثائقي كيف بني نظام المخزن نفسه وكرّس سلطاته بعد أن اشترى صمت المؤسسة العسكرية وجعل من الفساد والرشوة والقمع أسلوبا في الحكم.

 

عرضت القناة الفرنسية الثالثة مساء الخميس الشريط الوثائقي ‘‘ محمد السادس: الحكم السري ‘‘ الذي أثار الكثير من الجدل قبل عرضه، وحاولت الأوساط السياسية والإعلامية الموالية للمخزن، التشكيك في صدقيته وصحة ما تضمنه من أسرار وفضائح في محاولة لحفظ وجه ملك المغرب الذي يسعى لتقديم نفسه على أنه ملك منفتح وملك الفقراء واليتامى، لكن الوثائقي الذي أعده الصحافي الفرنسي جان لويس بيريز، أعطى صورة مغايرة تماما، فالصورة لم تخلوا من الفضائح كبيرة كان أخرها ما كشفته وثائق بنما.

وتناول الشريط الوثائقي الذي حمل عنوان “الحياة السرية للملك محمد السادس” وخلال مدة تجاوزت الساعة وأربع دقائق، الحياة السرية للملك المغربي وثرواته المالية، وأماط اللثام عن الكثير من الأسرار والفضائح التي أكدت القناة أنها تملك “أدلتها بالوثائق”. وغاص الوثائقي الفرنسي في الفضائح المالية التي ارتكبتها العائلة الملكية من خلال إنشائها لشركات ضخمة من المال العام وتم توجيهها لحياة البذخ للمنتسبين لعائلة العاهل المغربي والمقربين منه”، وصرح معد البرنامج، الصحافي الفرنسي جان لويس بيريز، لإذاعة “فرانس أنتير”، بأن مرد إنجازه لهذه الحلقة عن الملك وثرواته يعود إلى “خيبة الأمل التي ظهرت حيال حكم الملك المغربي بعد وعود وانتظارات بتحقيق الانفتاح والديمقراطية”.

وأكد الصحافي الفرنسي  بأن “الانفتاح الذي تم تسجيله في بدايات حكم الملك محمد السادس خفت بعد ذلك وانقلب إلى شيء آخر تماما”، وتحدث عن تعرضه للاعتقال مرات عديدة في المغرب من طرف أربعين رجل أمن، عندما قدم إلى المملكة من أجل تصوير برنامجه. وأورد الصحافي ذاته أنه في البداية كان يعتزم التطرق في برنامجه إلى معالجة ذات طابع اقتصادي، تتعلق بتأثير الشركات الملكية على الاقتصاد المغربي، مضيفا أنه بعد التعمق في الموضوع ولقائه بالعديد من الصحافيين المغاربة، ومنهم الصحافي السابق المقيم بفرنسا أبو بكر الجامعي، توسع أكثر في التحقيق ليطال “أسرار الملكية”

ورسم الوثائقي الصورة الحقيقية للنظام الملكي الذي يحاول في كل مرة تقديم نفسه على ان ملك المحرومين والمستضعفين”، وكشف الوثائقي التناقض الحاصل بين الشعارات التي يرفعها المخزن وحقيقة الوضع الاجتماعي في المغرب، بين عائلة تعيش في البذخ والفساد بينما يعاني 40 بالمائة من الشعب المغربي ويلات الفقر.

 

حياة البذخ للملك والقهر والفقر للشعب المغربي

وتزامن بث الشريط الوثائقي، مع وقفة احتجاجية قام بها عدد من المهاجرين المغاربة ضمنهم معارضون ولاجؤون سياسيون، أمام إقامة الملك المغربي في بلدة “بيتز” الفرنسية احتجاجا على الفساد والاستبداد الذي يعاني منه المغرب جراء استمرار النظام الملكي الديكتاتوري، خاصة بعد الفضائح المالية التي كشفتها أوراق بنما، وتورط الملك المغربي في تهريب أموال الشعب المغربي، في وقت يعيش غالبية المغاربة تحت خط الفقر.

وشارك في الوقفة الاحتجاجية، الضابط السابق في الجيش المغربي مصطفى أديب، إضافة للصحفي علي المرابط ونشطاء مغاربة آخرين. وذكرت مصادر إعلامية أن الوقفة الاحتجاجية لم يتم منعها من طرف وزارة الداخلية الفرنسية، لكنها فرضت تنظيمها على بعد 500 متر من إقامة الملك المغربي الذي يقضي عطلة في فرنسا وذلك عكس الوقفات الاحتجاجية السابقة المتعلقة بالملك، والتي سبق ان منعتها السلطات الأمنية الفرنسية.

وقبيل بث الوثائقي تحركت الآلة الدعائية للمخزن في محاولة لتشويه صورة الصحفي الذي أعده، حيث اتهمت صحف ومواقع إخبارية وقنوات تلفزيونية مغربية مقربة من السلطة ما وصفته بـ«أطراف معادية تستهدف العائلة الملكية لهز الاستقرار في المغرب”، في حين أشارت مواقع أخرى إلى أن “التفاصيل التي جاء بها البرنامج الذي يعده الصحافي الفرنسي جان لويس بيريز يستدعي التوضيح من قبل السلطات” في حين لم تستبعد قنوات من “تداعيات سياسية لهذا الوثائقي على العلاقات الثنائية بين فرنسا والمغرب”.

ووصف موقع إخباري محسوب على مقربين من القصر الملكي، بـ”وثائقي تحت الطلب”، وقال أنه “تم إنتاج هذا الفيلم بتوجيهات من الأمير مولاي هشام”. وأضاف ذات الموقع، أن الوثائقي الفرنسي تم إنتاجه لهدف واحد وهو “ضرب صورة المغرب في عهد الملك محمد السادس”، وذلك بالاستعانة بعدد من “المتحاملين على المملكة، الذين يرون أن لا شيء يتحرك في هذا البلد”.

أوراق بنما

وفي أبريل الفارط، نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن الاستثمارات المالية لملك المغرب محمد السادس في الجزر العذراء البريطانية، بحسب ما تكشف عن ذلك وثائق “بنما” المسربة حديثًا.

وقالت الصحيفة في تقريرها ، إن الملك محمد السادس حافظ على بعض السرية فيما يتعلق بمعاملاته المالية مع شركة “موساك فونسيكا” في “بنما”، لكن التسريبات الأخيرة كشفت حقيقة هذه المعاملات، التي شملت شراء قارب خاص، والاستثمار في بورصة الدار البيضاء عن طريق شركة “أس أم سي دي” المسجلة في الجزر العذراء البريطانية، وشركة “أوريون للعقارات” التي يديرها السكرتير الخاص للملك المغربي التي أشرفت خلال سنة 2013 على عملية شراء أحد الفنادق الفاخرة في باريس، وقامت بالإشراف على عملية ترميمه.

وقامت شركة “أس أم سي دي”, بالاستثمار في شراء أسهم شركة “تحالفات التنمية العقارية” في سوق الدار البيضاء، وكان يديرها نفس الشخص الذي يدير شركة “أومنيوم” في شمال أفريقيا.

وتأسست شركة “أس أم سي دي” في 2005، وتلخص نشاطها الذي يشرف عليه “محمد منير الماجدي” منذ بداية سنة 2006 في شراء السفن، وبيعها، ونقلها.

ويشغل الماجدي منصب السكرتير الخاص للملك محمد السادس، وحصل في مارس سنة 2006 على تفويض غير محدود الصلاحيات من طرف شركة “أس أم سي دي”، ما سمح له بالتصرف بكل حرية في موارد الشركة، وهي ملاحظات رفض المسؤول المغربي التعقيب عليها بعد اتصال الصحيفة الفرنسية به، كما يدير شركة أخرى تسمى “مجموعة لانغستون”، وهي شركة خارجية أخرى في الجزر العذراء البريطانية، تربطها علاقات بشركة “لوجيميد للاستثمارات” في لوكسمبورغ، المملكومة أيضا للملك محمد السادس.

 

“شعبي العظيم” مستعبد وزبون لجلالة الملك

مع نهاية عقد 2000 أصبحت الشعب المغربي، يكشف الوثائقي الفرنسي، الزبون الرئيسي لشركة كوسيمار (cosumar) المنتجة للسكر، وكذا للحليب الذي تنتجه شركة دانون الفرنسية المساهم فيها جلالة الملك، واكثر من ذلك حتى السيارات المنتجة في المغرب مساهم فيها جلالته، والتي ستمول بقروض استهلاك من بنك جلالته التجاري وفابنك، وشركة التأمين وفابنك للتأمين. وهكذا جلالته موجود في كل شيء في حياة “شعبي العظيم” الذي أصبح يتغذى القهر ويتعشى الهوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى