أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر
أخر الأخبار

العام الثاني من ولاية الرئيس تبون: المضي في أخلقة الحياة العامة ومحاربة العصابة حقيقة قائمة

بقلم: عبد الحميد حسان

تحتفل الجزائر بالذكرى الثانية لوصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى قصر المرادية عبر الانتخابات المفتوحة التي جرت في 12 ديسمبر، بعد غد الأحد، وهي الفترة التي قطع فيها الرئيس تبون، شوطا متقدما من تنفيذ التزاماته الـ 54 وعلى رأسها تعديل الدستور وتجديد المؤسسات الدستورية، والمضي قدما في أخلقة الحياة العامة وجعل من الحرب على العصابة وتفكيك منظومة الفساد السابقة حقيقة ماثلة للعيان.

ويرى مراقبون أن الرئيس عبد المجيد تبون، ورغم الظروف الصحية العالمية من جراء وباء كوفيد ـ19 الذي زادت الوضعية الاقتصادية تعقيدا، إلا أنه تمكن من تجاوز عقبات سياسية جد معقدة ومنها تعديل الدستور وتنظيم استحقاقات تشريعية ومحلية، والإنطلاق في عملية إعادة البناء المؤسساتي الذي تعرض لأضرار جسيمة خلال 30 سنة الأخيرة من جراء التدمير الشامل لمنظومة الفساد السابقة، وهو اليوم يسير باتجاه إرساء إصلاحات هيكلية هامة تسمح ببناء منظومة اقتصاد قوي.

ورغم المقاومة الشرسة التي يغديها الإرهاب الإداري بدعم من العصابة السابقة التي احكمت سيطرتها على مقدرات البلاد ونجحت في تهريب مليارات الدولارات إلى الخارج واخفاء ثروات مهولة داخل البلاد تستعملها منذ وصول الرئيس تبون إلى الحكم في محاولة للإطاحة به أـو على الأقل عرقلة مساره.

وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون، في عدة مناسبات أولها خلال اللقاء الأول للحكومة ومع الولاة شهر فبراير 2020، إن العصابة تعمل على العودة إلى الحكم، قبل أن يجدد التأكيد أن العصابة تأمل في تعطيل المسار.

استرجاع الأموال التي منحها بوتفليقة ونظامه السابق باتت حقيقة

كثيرة هي الأصوات التي ذهبت إلى القول إن التزام الرئيس تبون، باستعادة الأموال التي نهبتها العصابة، مجرد وعود انتخابية، سرعان ما تتبخر بمجرد وصول الرجل إلى سدة الحكم، قبل أن يصدم هؤلاء المشككون بأن العملية حقيقية وأن الكثير من رؤوس العصابة الذين كادوا ان يبلغوا درجة التقديس والعبادة من كثير من الناس في هذا البلاد وعلى راسهم الوزير الأول السابق احمد اويحيى، جردوا من ثرواتهم، والقائمة لم تخلوا من أصدقاء السعيد بوتفليقة المقربين على غرار علي حداد وأبناء كونيناف فيما تمكن بعضهم من الهرب إلى الوطن البديل فرنسا \اين يعيشون تحت حماية جهاز المخابرات الفرنسي، على غرار عبد السلام بوشوارب.

لقد سمحت المحاكمات الأولى من استعادة أملاك منهوبة من طرف علي حداد وعائلة كونيناف وطحكوت وعولمي وعائلة الهامل واحمد اويحي وعائلة عبد المالك سلال وازيد من 20 وزيرا وواليا يتواجدون رهن الحبس ومنهم من حكم عليه بأحكام نهائية، فيما تمكن بعض كبار الضباط السابقين من الفرار إلى الخارج ومنهم قائد الدرك السابق غالي بلقصير وزوجته.

استعادة ما يناهز 800 مليون دولار و750 الف هكتار ومئات العقارات المبنية

تمكنت العدالة بموجب احكام نهائيا من استعادة ما يناهز 800 مليون دولار، وعدة وحدات صناعية تابعة لعائلة كونيناف وحداد بكل من العاصمة الجزائر وجيجل ووهران ومستغانم واراضي فلاحية صالحة للزراعة تقدر بـ 750 ألف هكتار، ومئات العقارات المبنية وحسابات بالعملتين الوطنية والصعبة.

بناء جمهورية “قوية ومهيبة الجانب”  

جدد الرئيس عبد المجيد تبون، الالتزامات التي قطعها خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر 2019، في أول خطاب للأمة عقب أدائه لليمين الدستورية بتاريخ 19 ديسمبر 2019، أين كشف عن ملامح الجزائر الجديدة التي “ستلبي التطلعات المشروعة للشعب نحو التغيير الجذري لنمط الحكم وفق ترتيب دقيق للأولويات” وذلك بـ”طي صفحة الخلافات ووضع اليد في اليد”، من أجل بناء جمهورية “قوية ومهيبة الجانب” واسترجاع “مكانتها بين الأمم” عبر انتهاج “استراتيجية شاملة” تهدف إلى “استعادة الشعب لثقته في دولته والالتفاف حولها” من خلال “مكافحة الفساد وإعادة بعث النمو الاقتصادي”.

“شجعوني إذا أصبت وقوموني إذا جانبت الصواب”

تكرس في ظرف زمني قصير، مبدأ “الصوت المسموع” الذي أعطى من خلاله الرئيس تبون الفرصة لكل جزائري مهما كان اختصاصه ومجاله وانشغاله أن يسهم بقدر استطاعته في مرحلة إعادة البناء، وقد تجسد هذا من خلال الإشراف الشخصي لرئيس الجمهورية على عدة لقاءات ومناسبات جمعت بين ممثلي السلطات العمومية والإدارة والطبقة السياسية والاقتصاديين ورجال الأعمال والحركة الجمعوية، انتهت كلها بتوصيات عملية وجدت سبيلها إلى التطبيق على أرض الواقع بفعالية غير مسبوقة، لأنها اعتمدت على لغة “الصراحة” لا غير، وتطرقت إلى كل الجزئيات “دون طابوهات”. هذه الجزئيات التي قال رئيس الجمهورية أنها تهمه من منطلق أن المواطن البسيط يهمه، كما أوضح الرئيس تبون خلال اللقاء الأخير حول الإنعاش الصناعي، الذي أنتقد فيه بشدة الإرهاب الإداري الذي يمنع الاقتصاد الوطني من تحقيق الإقلاع الحقيقي.

الجزائر تستعيد مكانتها القارية والدولية

بعد ثلاثة عقود من التقوقع والتراجع الدبلوماسي الرهيب الذي عاشته البلاد، تسجل الجزائر منذ وصول الرئيس تبون إلى الحكم استفاقة دبلوماسية وعودة قوية على كل المحاور العربية والقارية والدولية، حيث عادت الجزائر إلى نصرة قضايا الشعوب المقهورة وفي مقدمتها الشعبين الصحراوي والفلسطيني، وأيضا دعم الشعب الليبي في الخروج من ازمته ودعم سوريا في استعادة مقعدها في الجامعة العربية، بل والعمل الجدي على اصلاح نظام الجامعة العربية التي تعيش حالة ترهل غير مسبوقة، فضلا عن طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الافريقي والعمل على تمكين القارة الافريقية من مقعدين دائمين في مجلس الامن الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى